شعائر الموت ومعتقداته في حضارة المشرق العربي القديم

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

کاتب وباحث في تاريخ العالم العربي - سوريا.

المستخلص

ثمة شيئان لا يمکن للمرء أن يحدق فيهما، الشمس والموت، والموت ضمن المنظور الإنساني يبدو أنه غير محبذ، لا بل يتم تجاهله کونه يشکل مصدر الخوف من المجهول. ومعلوم أن للخوف أذنين کبيرتين وعينين أيضاً. ولعل أول صدمة جابهت الإنسان في وجوده على الأرض /لاسيما حين تطور القشرة الدماغية والقسم الطرفي من الدماغ/، هي صدمة الموت، ولم يکن هذا ليتحقق لولا توافر مجموعة من الاشراطات والمعادلات الفيزيولوجية والبيولوجية، على صعيد الدماغ الإنساني والجسد البشري، ثم تداخلات المناخ والبيئة الطبيعية. والموت همّ فردي، وتجمّع الهموم الفردية أدى إلى نشوء هموم للتجمعات الإنسانية القديمة، ولکن مع تقدم عمل الدماغ وتطوره ومن ثم نشوء المجتمعات الأولى، لم يکن ثمة هم مجتمعي من الموت، لأن المجتمعات تبقى بينما الأفراد يزولون. وبذا صار المقياس الأوحد في دراسة المجتمعات وظواهرها، هو مدى انعکاس حياة الفرد في الجماعة، ومدى انتمائه لها، وبذا يستمر المجتمع ويزول الأفراد، ولا يبقى منهم إلا ما قدّموه للمجتمع من تطوير وإبداع. ولعل قمة الإبداع تکمن في التضحية من أجل المجتمع.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية