ثمة تنصيب جديد في هذه الدراسة، يأمل أن يساهم في تحرير التاريخ من قدريته العمياء. قدريته الميکانيکية التي تجعل القارئ البريء يتميز من الغيظ عندما يقدم له المجذفون (أعني هؤلاء المؤرخين العاکفين على تفسير ألغاز التاريخ بالألغاز) خطاطة واحدة، مکررة، مبهمة، مخجلة… يتشابک فيها الاقتصادي بالاجتماعي بالسياسي بالثقافي تشابکا تجزيئيا بليدا أعمى، يضيفون کل مرة مياها جديدة لطاحونة القرف کيما تزيد من صريرها الناشز، فيبحثون في التاريخ الإنساني بذهنية لا إنسانية. شيء ما يدور في الذهن، يردهم دائما إلى مستنقع الرمال المتحرکة لنفس العوامل إياها (اقتصادية/اجتماعية/ثقافية…) وکأنها قدرية محتومة، رغم زعمها اللاّ قدري، تخونهم في النهاية لکونها لا تتجرأ على اختراق هذه الآلية الاستسلامية، فتعود إلى الإنسان، ذي الأبعاد المرکبة. صحيح يفعل فيه “الخارج” باقتصاده واجتماعه وثقافته… لکن “الداخل” أيضا يحرکه، لأنه إنسان.
غوردو, عبد العزيز. (2009). افتراس اللحوم الآدمية: زيارة إلى التاريخ المقارن. دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 2(4), 84-94. doi: 10.21608/kan.2009.99448
MLA
عبد العزيز غوردو. "افتراس اللحوم الآدمية: زيارة إلى التاريخ المقارن". دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 2, 4, 2009, 84-94. doi: 10.21608/kan.2009.99448
HARVARD
غوردو, عبد العزيز. (2009). 'افتراس اللحوم الآدمية: زيارة إلى التاريخ المقارن', دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 2(4), pp. 84-94. doi: 10.21608/kan.2009.99448
VANCOUVER
غوردو, عبد العزيز. افتراس اللحوم الآدمية: زيارة إلى التاريخ المقارن. دورية کان التاريخية: المستقبل الرقمي للدراسات التاريخية, 2009; 2(4): 84-94. doi: 10.21608/kan.2009.99448