يحفل التاريخ الزياني الاجتماعي بمجموعة من التغيرات والانعطافات الحاسمة التي ظلت بقعة من بقع التاريخ المنسي، فعلى الرغم من تصاعد الدراسات الکثيرة حول هذا التاريخ خلال هذين العقدين الأخيرين، لا تزال بعض القضايا الخاصة بهذا التاريخ بعيدة عن مناطق الضوء ، و من هذا القبيل ظاهرتي المجاعات والأوبئة اللتان کانتا بمثابة لعنة عانى منها المجتمع التلمساني خلال حکم بني زيان لبلاد المغرب الأوسط، ولئن تمکنت أوروبا من قطع أشواط بعيدة في دراسة هاتين الظاهرتين نظرا لما توفر لديها من وثائق محفوظة، فإن دراستها في الجزائر لم تحظ بالتفاتة علمية تذکر في الدراسات التاريخية الحديثة، باستثناء بعض الإشارات الخفيفة عنهما أثناء الحديث عن تاريخ الدولة الزيانية بصفة عامة.