الأوليات: العرب والأدب والإسلام والجاهلية والشعر

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

ماجستير في الأدب العربي ونقده - الأردن.

المستخلص

أصل معنى لفظ العرب أنه صفة للماء، فقالوا: (ماء عَرَبٌ) أي ماء صافٍ عذبٌ شديد الجريان في الوديان. قال اللسان: “ماءٌ عَرِب: کثير، والتعريب: الإکثار من شرب العَرِب، وهو الکثير من الماء الصافي، ونهر عَرِبٌ: غُمْر (أي کثير الماء)، وبئر عَرِبة: کثيرة الماء، والفعل من کل ذلک عَرِب عَرَباً، فهو عاربٌ وعاربةٌ. والعَرَبَة بالتحريک: النهر الشديد الجري….والعَرَبات: طريق في جبلٍ بطريق مصر، قلت: کأنه سمي بذلک لأنه کان فيه مسايل ماء شديدة الجري والإنحدار، وأعربَ سقيُ القوم إذا کان مرة غباً (أي أن يشربوا يوماً ويوماً لا) ومرةً خمِساً، ثم قام على وجه واحد”. قلت: ومعنى (ثم قام على وجه واحد) أي کَثُرَ الماء حتى انساب في الأرض فلا يحتاج الناس معه إلى أن يباعدوا في السقي، وسنأتي عما قريب على بيان لم سمي هذا الجيل من الناس بالعرب، والعاربة والمستعربة والمتعربة إن شاء الله. قال اللسان: العُرْبان والعُرْبون والعَرَبون: کل ما عُقِدَ به البيعة من الثمن، أعجمي أعرب…وقيل: سمي بذلک لأن فيه إعراباً لعقد البيع أي إصلاحاً وإزالة فسادٍ لئلا يملکه غيره باشترائه. قلت: ويترجح عندي أن الکلمة قديمة، وأن الواو والنون في آخرها؛ إنما جاءت لإفادة التصغير کما في کلمة (عِجْلَون) التي تعني العجل الصغير وأن المراد بالعُرْبون أو العَرَبون هو الماء القليل وهو ذلک الماء الذي يکون في الأکواب الذي يقدم للأضياف، وعادة التعجل بتقديم الماء للضيف سواء أشرب أم لم يشرب عادة ما زالت جاريةً في الناس إلى يومنا، ثم جاز لفظ (العُرْبون) من دلالة الماء الذي يقدم للضيف إلى دلالة الدفعة الأولى من المال الذي يقدم للبائع. قال اللسان: “عَرِب الرجلُ: إذا غرق في الدنيا” قلتُ: هو على التشبيه بمن غَرِق بالماء العَرِب أي الکثير شديد الجريان.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية