من نوادر التراث الإسلامي: کتاب الأوائل للإمام الحافظ أبي عروبة الحراني

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

مراسل صحفي وکاتب وباحث إسلامي - مصر.

المستخلص

ولَمَاَ کَانَتْ البِدَايَة فِکرة مُثِيْرة، وللنِفُوسِ إليهَا وَمَعْرِفَتِهَا رَغْبَةً کَبِيرةً ، فَإِنَّ فَيِهَا کَشْفَاً للمَجْهُوِلِ، وَتَزْويداً للعُلومِ بالأسُسِ وَالأصُولِ، فَقَدْ اهْتَم بِالبَحْثِ عَنْهَا کَثِيرٌ مِنْ العُلَمَاءَ وَطَرَقُوا هَذَا البَابُ بَحْثَاً حَثِيْثَاً عَنْ أوَّلِ الأسْبَابِ، وَاعْلَم أنَّ بَحْثَ الأوَائِلِ مِنْ أبْحَاثِ التَّأرِيخِ، بَلْ إِنْهُ بِدَايَةَ التَّأرِيخِ، وَلِذَا يَجِبُ عَلَيْنَا أنْ نَنْظُرُ إليْهِ وَنَتَعَامَلُ مَعَ آثَارِ إثْبَاتِ الأوَائِلِ مِنْ هَذِهِ الوَجِهَةُ التَّاريخِيةِ ،وإنَّه البَحْثَ والتَّدوينَ والإثْبَاتَ وَالنَّفْي وَالقِصْةَ وَالحِکَايَةَ وَالزِيَادَةَ وَ النَّقصَ وَالأخْبَـارَ وَالشُّهْرَةَ وَالانْدِثَارَ .. وَغَيْرَ ذلکَ. وَأعْظَمُ الرِّوَاياتِ فِي تَاريخِ البَشَرِيَةِ وَأثْبَتَهَا وَأدَقَهَا وَأضْبَطَهَا هي نُصُوصُ القُرآنِ الکَرِيمِ ، وَيَأتِي فِي المَرْتَبَةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَهَا حَدِيْثُ سَيْدُ الکُلِّ في الکُلِّ المُصْطَفَى عَلَيِهِ أفْضَـلِ الصَّلوَاتِ وَأکْمَلِ التَّسْليِمَاتِ، ثُمَّ تَتَوالى دَرَجَاتِ الوَارِدَاتِ وَتَتَفَاوَتُ مِنْ حَيْثُ النَّفْي وَالإِثْبَاتِ إِلى أبَعَدْ الدَّرَجَاتِ ، ثُمَّ لا تَبْقَى بَعْدَ ذَلِکَ إلا القِصَةَ وَالحِکَايَةَ التي لا يُعْلمُ لَهَا بِدَايةِ. إلا أنَّ عُلَمَاءَ المُسْلِمِينِ – رَحِمَهُم الله تَعَالى وَرَضْي عَنْهُم – کانَ لَهُم اهْتِمَامٌ کَبِيرٌ مِنْ البدايةِ بِالبدايةِ، وَمَنْ بَحَثَ مِنْهُم عَنْهَا أثْبَتَهَا وَأسْنَدَهَا، وَهَذَا يَعْکِسُ مَدَى الحِرْصَ وَالأمَانَةِ العِلْميةِ فِي الحَدِيْثِ عَنْ التُّرَاثِ، وَيُبَرْهِنْ عَلَىَ إنَّه لا يَحِلُّ المِيْرَاثِ بِلا نِسْبَةٍ وَأصْلٍ وَأسَاسٍ، وَلَکِنْ شَتَّانَ بَيْنَ مَا بَذَلوهُ مِنْ جُهدٍ للکِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَبَيْنَ کَلامِ النَّاسِ.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية