مقاربة فکرية ـــ تاريخية لروحية وخصائص حضارة المشرق العربي القديم: نموذج تدمر

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

کاتب وباحث في تاريخ العالم العربي - سوريا.

المستخلص

إذا کان تعريف اصطلاح الحضارة la civilisation ينص على أنها مجمل المنجزات المادية ـــ الروحـــية، لمجتمع ما في مسار التاريـــخ البشري، فإن ما ينبغي الإشـــارة إليه هو البعد الإنساني لهذه المنجـــزات المادية ـــ الروحية وإلاّ استحال کل اختراع أو منجز مدمّر إلى فعل حضاري وهذا لا يتسق برأينا مع مصطلح الحضارة الإنسانية. لذا يمکننا أن نحدد هذا المصطلح بقولنا أن الحضارة هي مجمل المنجزات المادية ـــ الروحية ذات البعد الأخلاقي ـــ الإنساني لمجتمع ما في مسار التاريخ البشري. وهذا ما نستطيع تحديده حين نتابع تاريخ الحضارية السورية، فمن بداءة الزراعة إلى بواکير المدن مروراً باختراع الکتابة ثم الأبجدية والشرائع والعلوم والفن والآداب، إلى المعالم الواضحة في البعد الإنساني حيث نلاحظ أننا أمام هم إنساني مؤسس بامتياز في الذهنية الحضارية السورية، وهذا ما سوف نلاحظه من خلال قراءة ومتابعة تاريخ تدمر کنموذج يختزل قيم ومعايير وذهنية الحضارة السورية. هذه المملکة التي امتدت أطلال آثارها لحوالي 12 کم2 والتي تقع وسط سورية وفي باديتها.. والتي استطاعت تبعاً للظروف السياسية الدولية وظروفها الذاتية آنذاک من أن تحقق وتعبرّ عن أصالة الحضارة السورية وبعدها الإنساني وفعلها السيادي والحضاري… هذا ما جعل هذه المدينة الصغيرة آنذاک تؤسس لإنشاء إمبراطورية شملت المشرق العربي بجناحيه الشامي والرافدي وجزء من الجزيرة العربية والأناضول ومصر وکادت أن تطرق أبواب روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية