ملامح شخصيّة الخليفة هرون الرشيد في حکايات ألف ليلة وليلة

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث وقاص وروائي وأستاذ جامعي - سوريا.

المستخلص

يبدو الخليفة هرون الرشيد السياسيّ السلطويّ في ألف ليلة وليلة طائشًا نزقًا، يضرب و يقتل متى يشأ، ويعفو عمن يشأ وفق مزاجية حادّة، وهو يُصدر أوامره الظالمة في لحظات طيشه وغضبه، التي تنفجر دائمًا، وقلّما تهدأ. ففي حکاية “علي نور الدين وأنيس الجليس”، يصمّم الخليفة هرون الرشيد على أن يصلب خولي بستانه الشيخ إبراهيم، وعلي نور الدين، وجاريته أنيس الجليس، إن لم تحسن هذه الأخيرة الغناء والضرب على العود، وإن أحسنت عفا عنهم، وصلب بدلاً منهم وزيره جعفر البرمکي. يقول الرشيد لوزيره جعفر: “والله إن غنّت الجارية ولم تحسن الغناء صلبتهم کلّهم وإن غنّت وأحسنت الغناء فإنّي أعفو عنهم و أصلبک أنت”. والتساؤل الذي يمکن أن يطرحه متلقي الحکاية: ما ذنب سيّدها علي نور الدين وخولي البستان الشيخ إبراهيم ـ خادم الرشيد المطيع ـ إن لم تحسن الجارية الغناء؟ وهل مصائر الناس وحرياتهم يقرّرها، ويصادرها هوج الخلفاء ونزقهم؟. يبدو ذلک في مدن ألف ليلة وليلة المحکومة بمجموعة من الخلفاء والملوک والأمراء.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية