يعتقد بعض الناس أن معرکة حطين نهاية الفرنج في المنطقة ، والحقيقة أنها بداية النهاية،إذ استمرت الحروب بعدها قرابة القرن انتهت أخيرًا باقتلاع الممالک الإفرنجية من ساحل الشام وفلسطين، فحطين لم تحطم ممالک الفرنج ولم تقض عليها نهائيًا، بل أسست بداية جديدة لموازين القوى، وأکدت أن قوة الفرنج يمکن أن تقهر، فقد کانت معرکة فاصلة بين حدين، أي أنها ختمت مرحلة التراجع والهزائم وأسست مرحلة الانتصارات والتقدم. الواقع أن؛ الأقدار هيأت لصلاح الدين الأيوبي أن يسطع في القرن السادس الهجري سطوعا باهرًا، وأن تبرز مواهبه وملکاته على النحو الذي يثير الإعجاب والتقدير، وأن يتبوأ بأعماله العظيمة مکانا بارزًا بين قادة العالم، وصانعي التاريخ.