الذاكرة الوطنية وبناء الهوية المغربية من خلال حدثي المسيرة الخضراء (1975م) ووثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944): قراءة في المضامين التاريخية بالتعليم المدرسي والجامعي

تتشكل الذاكرة من مجموع الأحداث التاريخية المشتركة بين مكونات أي مجتمع باعتبارها تشكل ماضيًا مشتركًا تمت مواجهته كتحدي للجميع. فهي تتضمن مجمل الأحداث التي تحظى باهتمام الرأي العام في أي بلد محدد نظرًا لكونها تخاطب المشاعر المشتركة لمختلف الفئات والإثنيات المكونة لذات المجتمع. تتراكم هذه المشاعر والتوجهات العامة من خلال الشعور الجمعي الذي يتولد عنها نتيجة الفرح المشترك أو المعاناة المشتركة اللذان تقاسمهما الأفراد المكونون للمجتمع، وهي المشاعر التي تنتج تحديًا لدى الجميع لمواجهة الصعاب من خلال مختلف أشكال التضامن والتعاون فيتم تجاوز التحديات والصعاب. سنحاول في هذه الدراسة مقاربة موضوعي ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وذكرى تنظيم المسيرة الخضراء باعتبارهما حدثين وطنيين كان لهما حضورهما القوي في رسم وتحديد معالم الهوية الوطنية المغربية المجسدة لسعي المغاربة وتضحياتهم في سبيل الحرية والكرامة ورفض الخضوع للأجنبي المحتل من جهة، ومن جهة أخرى باعتبارهما حدثين يجسدان الوحدة والتضامن وعدم القابلية للتجزئة بين مكونات الهوية المغربية الواحدة والمتعددة الروافد. فقد رفضت النخبة المثقفة المغربية بمختلف فئاتها الاجتماعية الخضوع للاستعمار الفرنسي الغاشم وعبرت عن هذا الرفض من خلال أشكال مختلفة من خلال المقاومة المسلحة ومن خلال النضال السياسي بتنسيق مع العرش العلوي عبر المرافعة في المنتديات الدولية والصحافة الدولية والمظاهرات الشعبية المناهضة للوجود الأجنبي على الأراضي المغربية. فماهي السياقات التي جاءت ضمنها وثيقة المطالبة بالاستقلال؟ وما دوافع تنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975م؟ وكيف ساهم الحدثان في تشكيل الذاكرة الوطنية المغربية؟ وكيف عملت مؤسسات بناء الهوية على استحضار الحدثين في نقل مضامينهما للأجيال وتوعيتها بتضحيات المغاربة من أجل الاستقلال ومغادرة القوى الإسبانية للأقاليم المغربية الجنوبية؟
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
لحسن الصديق، "الذاكرة الوطنية وبناء الهوية المغربية من خلال حدثي المسيرة الخضراء (1975م) ووثيقة المطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944): قراءة في المضامين التاريخية بالتعليم المدرسي والجامعي".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الثاني والستون؛ ديسمبر 2023. ص 179– 188.