البغاء والبغايا في المغرب الإسلامي الوسيط

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

كلية الآداب والعلوم الانسانية صفاقس الجمهورية التونسية

المستخلص

مثّل البحث محاولة لدراسة تاريخ المغرب الإسلامي الوسيط من الأسفل بإلقاء نظرة على ظاهرة غيبتها الذاكرة واعتبرتها من المحرمات وفئة رفضت اجتماعيًا وهمّشت تاريخيًا. فلم تغب الدعارة عن مجتمعات المغرب الإسلامي الوسيط، رغم سطوة المرجعية القبلية والدينية واعتبرتها من الطابوهات والمحظورات وكرست كل الأساليب لطمسها. فحاولنا، ولو بإيجاز، إماطة اللثام عن الظاهرة وكشف خباياها وفهم طلاسمها. فالتوسع العمراني والاختلاط السكاني والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتوترات السياسية والحروب، خلقت مناخا لبروز وتأجج هذه الظاهرة فتكوّنت دور بغاء بتسميات مختلفة، توزعت بين الفنادق والدور الخاصة والاستراحات والملاهي الليلية والمواخير العمومية. فتعددت البغايا بين الطرازات والخرجيرات والمغنيات والراقصات وتنوعت تصرفاتهن واختلفت أساليبهن لإغواء الرجال. ولعب الوسطاء "القوّادون" دورًا كبيرًا في تنظيم وتنشيط هذه الظاهرة خاصة مع تواجد سوق النخاسة وتجهيز النخاسون الإيماء "لسوق الدعارة" باعتماد أدوات الزينة التي يصبغون بها الأمة لتغطيه العيوب والتشوهات والأمراض، بل وتغيير لون بشرتها وعيونها بناء على طلب الزبون. وكان شهاب الدين أبو عباس أحمد بن يوسف التيفاشي نموذجًا رائعًا لما تركه في كتابه النادر "نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" من دراسة شاملة ودقيقة للظواهر الجنسية في المجتمع الإسلامي بشرقه وغربه وأبرز فيه فئات عديدة بأسلوب فكاهي وحوّله من الطابع الجدّي الأكاديمي إلى الطابع الممتع، جمع فيه النوادر والأخبار والأشعار بمزاوجة بين بشاعة اللفظ وحسن المقصد حتى نهاية منتصف القرن السابع هجري. فاتخذ الجرأة في طرح هذه المواضيع دون خوف أو خجل حتى أنه يمكن تصنيفه من أول المؤلفات في الأدب الإيروتيكي المحرم والشاذ الذي منع من التداول في كثير من المكتبات العربية.  وتناول التيفاشي في كتابه فئات البغايا والقوادين والزناة واللوطيين والسحاقيات وأفعالهم وأساليب عملهم، واقتبسنا منه الباب الرابع الذي خصصه لطبقة العاهرات المبتذلات ونوادر أخبارهن وأساليبهن للاتصال بالزبائن والحيل للنيل منهم وأخذ غايتهن، والباب الثاني الذي خصصه لطبقه القوادين والقوادات وأبرز تصرفاتهم وأساليبهم في إغواء الرجال.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
بلقاسم بن عبد النبي، "البغاء والبغايا في المغرب الإسلامي الوسيط".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الثاني والستون؛ ديسمبر 2023. ص122 – 134.

نقاط رئيسية

  • أولاً: البغايا والإغواء.
  • ثانيًا: دور الدعارة (العامة والخاصة).
  • ثالثًا: القوادة أو الوساطة.
  • رابعًا: التيفاشي ونزهة الألباب.

الكلمات الرئيسية

{"sdg_fld":["4"]}

الموضوعات الرئيسية