احتلت صناعة الزيت مكانة متميزة في الحياة الاقتصادية لمدينة وليلي بفعل توفر مجالها الفلاحي على مؤهلات طبيعية مواتية، ساعدت على انتشار وتطور غراسة الزيتون. وتشهد على أهمية هذه الصناعة بالمدينة بقايا أثرية تعود لمعاصر الزيت التي استقطبت اهتمام بعض الباحثين بشكل مباشر، ونخص بالذكر دراسة الباحثين عمر أكراز (A. Akerraz) وموريس لونوار (M. Lenoir) التي أحاطت بمختلف الجوانب المرتبطة بهذه الصناعة وكذا دراسة الباحث علي الواحدي التي جاءت منتقدة لسابقيه بخصوص عملية تأريخ. وإذا كانت هاتين الدراستين قد تطرقتا لجل المعاصر المنتشرة بالمجال الحضري، فإن هذا المقال سيقتصر على معالجة إشكالية تأريخ معاصر الزيت الموطنة بالحي الشمالي-الشرقي فقط من خلال تقديم حصيلة لنتائج الأبحاث الأثرية التي انصب اهتمامها على دراسة معاصر الحي، معتمدين في ذلك بالأساس على إخضاع نتائج الأبحاث السابقة للنقد والتحليل من جهة، ومقارنتها بالنتائج اللاحقة التي اهتمت بتطور النسيج العمراني للحي من جهة ثانية، على اعتبار أن تهيئة المعاصر تعد مرحلة أساسية من مراحل التطور العمراني للحي ككل.
الاستشهاد المرجعي بالمقال: نبيل الزايري، "إضاءات حول تأريخ معاصر صناعة الزيت الموطنة بالحي الشمالي – الشرقي لمدينة وليلي (المغرب)".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الثاني والستون؛ ديسمبر 2023. ص 34 –42.