معاقرة الخمور في الأندلس بين التأثيم الشرعي والواقع التأريخي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ تاريخ المغرب والأندلس، قسم التاريخ، كلية التربية، جامعة ميسان، جمهورية العراق.

المستخلص

فتح المسلمون الأندلس سنة 92ه/711م، بروحٍ جهادية مفعمة بحب الإسلام والالتزام بتعاليمهِ الدينية، إلا أنَّ النواحي الروحية والإيمانية انحدرت في العصور التالية للفتح حتى أستمر كثير من أهل الأندلس في بعض هذهِ العصور على ارتكاب المحرمات (كشرب الخمر) والموبقات، لذلك اشتهر كثير من الأندلسيين بولعهم الشديد لشرب الخمر وشاعَ شربهِ بين طبقات الخاصة والعامة، وعمت مجالس الشرب كثيرًا من إنحاء الأندلس، ولعلَّ ذلك يُعد مؤشرًا لحياة الترف والبذخ والانحلال الأخلاقي الذي كان يعيشهُ الفرد الأندلسي، وأصبح الخمر علامة في المجتمع الأندلسي ومرآة عاكسة في نظم القصائد الشعرية فظهر أدب الخمريات الذي كان له شعرائهِ الخاصين بهِ.انتشرت ظاهرة شرب الخمر في الأندلس وترنح في شوارعها السكارى دون أنَّ ينهاهم أحد عن أفعالهم، إذ كان الحكام يكتفون بكف أذى هؤلاء المترنحون عن العامة فقط، وقد شُرب الخمر على نهر أشبيلية  دون نهي، ولا منتقد  له، ما لم يؤد السكر إلى شر وعربدة، وقد عللَّ البعض شيوع هذهِ الظاهرة في المجتمع الأندلسي بأنَّ طبقة العامة لم تفعل ذلك إلا لتغطية المشاكل والصعوبات التي أعترضها في حياتها اليومية، أما طبقة الخاصة فأنها كانت تلجأ إلى هذهِ الظاهرة لأنها ترى فيها دليلاً رمزيًا على السلطة والبذخ وحياة الترف. ولعلَّ هؤلاء المعاقرين عللوا ذلك بشكل يتماشى مع فلسفتهم الدنيوية غير آبهين بعقوبتها في الآخرة، اعتقادًا منهم بأن الحياة قصيرة وعليهم استغلالها، والعيش بسرور والابتعاد عن الهم لأنهُ يؤدي بالإنسان إلى الأسى والحزن. عُرفت ظاهرة شرب الخمر انتشارًا واسعًا بين أوساط المجتمع الأندلسي وهو ما تبرره بشكل جلي مختلف المتون المصدرية التي أرخت لها، على أنَّ ما أحاط بها من متغيرات وظروف سياسية واجتماعية واقتصادية، جعلت من كل الإجراءات المتخذة من قبل السلطة قاصرة عن معالجتها إلا في حدود النهي، وقد انتظمت الدراسة بمقدمة ومبحثين وخاتمة، مُتخذين من المنهج التاريخي التحليلي وسيلة للوصول إلى نتائجٍ تاريخيةٍ يمكن الاعتماد عليها.
 
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
قاسم عبد سعدون الحسيني، "معاقرة الخمور في الأندلس بين التأثيم الشرعي والواقع التأريخي".- دورية كان التاريخية.- السنة السادسة عشرة- العدد الستون؛ يونيو 2023. ص 93 – 110.

نقاط رئيسية

  • أولاً: معاقرة الخمور في الأندلس بين تهوين المادح وتهويل القادح.
  • ثانيًا: معاقرة الخمور في الأندلس بين التأثيم الشرعي والواقع التاريخي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية