الدعاية البريطانية المضادة لثورة العشرين العراقية: صحيفة پيشكوتن الكردية (التقدم) نموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

قسم التاريخ، کلية العلوم الإنسانية، جامعة دهوک، إقليم کوردستان العراق.

المستخلص

حاولت السلطات البريطانية، (التي كانت تسيطر آنذاك على المناطق الكوردية وتحكمها بصورة مباشرة، بعد القضاء على حركة الشيخ محمود الحفيد في السليمانية والانتفاضات الشعبية في مناطق بادينان المتفرقة)، إبقاء المدن والبلدات الكوردية بعيدة عن أحداث الثورة وقد أبدت صحيفة بيشكوتن (التقدم)، التي كانت تصدرها السلطات البريطانية آنذاك في لواء السليمانية باللغة الكوردية، دورًا ملموسًا في هذا المجال، عندما كانت تشير إلى الثورة وأحداثها بأنها حركة عربية صرفة لا تهم الكورد شيئًا، وأن كورجستان تشهد سكونا عاما وإظهار أحداث الثورة في وسط وجنوب العراق وكأنه تمرد عربي متخلف لا صلة لها بالقضية الكوردية ومستقبلها. عملت صحيفة بيشكوتن (التقدم) على أقناع الكورد بضرورة قبول الانتداب البريطاني المعلن عنها في مؤتمر سان ريمو(1920)، وخاطبت العشائر الكوردية بضرورة قبول الصداقة الإنكليزية، وإظهار الإنكليز انهم جاءوا في سبيل إنقاذ الكورد من الظلم والغبن الذي لحق بهم على مر التاريخ، وأن الإنكليز يعملون في سبيل رقى وتطور كوردستان. ومن أجل إبعاد المناطق الكوردية من المشاركة في أحداث الثورة وتقديم العون والمساعدة للمناطق التي اشتركت في الثورة، دأبت الصحيفة على نشر سلسلة من المقالات تتضمن التصريحات الرسمية للشخصيات والمسؤلين البريطانيين حول استقلال الكورد وتشكيل كوردستان المستقلة. تضافرت مجموعة من العوامل معا للحيلولة دون انتشار لهيب الثورة في المناطق الكوردية، وعلى الرغم من انتشار القلاقل والاضطرابات في مناطق محددة من كوردستان الجنوبية إلا أن مشاركة الكورد في الثورة قد اتخذت طابعًا عفويًا، وأن القوات البريطانية نجحت في إخماد الثورة والحيلولة دون انتشارها في باقي المناطق الكوردية وبقيت أحداث الثورة منحصرة في مناطق ضيقة من خانقين وطوزخورماتو وكفري من كوردستان الجنوبية. على الرغم من عدم وجود كيان السياسي للمملكة العراقية وقت نشوء الثورة، كما لم تكن ولاية الموصل (كوردستان الجنوبية) جزءًا منها، إلا أن أحداث الثورة والحركات المقاومة التي قام بها الكورد ضد السلطات البريطانية بالتزامن مع وسط وجنوب العراق، قد أثر إلى حد كبير في إعادة البريطانيين لسياساتهم تجاه ولاية الموصل وإيجاد آلية مناسبة لإدارة العراق وربط ولاية الموصل بالمملكة العراقية المزمع تشكيلها.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
خليل مصطفى عثمان، "الدعاية البريطانية المضادة لثورة العشرين العراقية: صحيفة پيشكوتن الكردية (التقدم) نموذجًا".- دورية كان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الرابع والخمسون؛ ديسمبر 2021. ص 230 – 236.

نقاط رئيسية

  • أولاً: ثورة العشرين العراقية وصداها في كوردستان الجنوبية.
  • ثانيًا: موقف صحيفة بيشكوتن (التقدم) من ثورة العشرين العراقية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية