من الأرشيف الرمزي للحرکة الوطنية في المغرب على عهد الحماية 1939 - 1944

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ باحث في التاريخ المعاصر، المرکز الجهوي لمهن التربية والتکوين (تازة) المملکة المغربية.

المستخلص

إن ما کان من حرکة وطنية وراء ملحمة مطالبة المغرب بالاستقلال زمن الحماية مطلع أربعينيات القرن الماضي يمثل أحسن ما في تاريخ البلاد المعاصر، لکون ما حصل يقدم المغاربة ضمن أنبل عواطفهم ومواقفهم من خلال تجاوزهم لِما کانوا عليه من واقع استعماري وإقبالهم على کفاح وتضحية من أجل الوطن. وعليه، فالقضية الوطنية لهذه الفترة الدقيقة من تاريخ البلاد 1939 -1944 ليست لا مسألة أشخاص ولا أحزاب سياسية، بل حرکة شعب ووعي والتفاف وإخلاص وطني طبع مواقف الوطنيين على تباين نزعاتهم وقناعاتهم السياسية، وليست القضية الوطنية أيضًا مسألة منطقة دون أخرى بل مسألة وطن في کل مکوناته ومجاله. ولعل الحديث عن ملحمة مطالبة المغرب والمغاربة بالاستقلال في کل تجلياتها وبادِراتها على عهد الحماية الفرنسية، يقتضي تساؤلات جوهرية ذات صلة بالحدث والرهان من جهة وبسياقه وما ترتب عنه من جهة أخرى، وعيًا بما للأمر من أهمية تاريخية کمنعطف وطني دقيق وحرج معًا خلال فترة الاستعمار وبما له من دلالات رمزية لا تزال بوقع واستمرارية في ذاکرة البلاد والعباد. والخلاصة أن من أهم المواقف في حياة الشعوب عمومًا هناک مواقف الرفض لتجاوز الظلم والهيمنة والعنف، ولولا ما سجل من رفض وموقف هنا وهناک ولولا ما حصل من معارک سياسية وفکرية وإعلامية وعسکرية أيضًا لضاعت کثير من القضايا والحقوق ولمَا وجدنا من يؤمن بها ويساندها. فرفض الشعوب واتخاذها لمواقف معينة على أساس واقع ما، کثيرًا ما يکون بروعة حدث وأشد اثارة وعجاب واجلال واکبار وتعاطف والتفاف وحضن ودعم، لا لشيء سوى لأنها تطرح موضوعًا وقضية يکمن فيها ووراءها ظلم وعدم انصاف وتجاوز وحرمان، بين طرف قوي يحتکر مقياس الحق وآخر ضعيف يرفض ما هو طغيان وذل وهوان، وکثيرة هي مواقف رفض ومواجهة ومقاومة خاضها الشعب المغربي لتجاوز ما تعرض له من تآمر وأطماع عبر التاريخ.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد السلام انويکًة، "من الأرشيف الرمزي للحرکة الوطنية في المغرب على عهد الحماية 1939 – 1944".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الحادي والخمسون؛ مارس 2021. ص 89 – 98.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية