المذهبية التاريخية من منظور ما بعد الحداثة: دراسة في نقد الحداثة والهيمنة وتفکيک السرديات الکبرى

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مشارک الأدب العربي والنقد، باحث في التاريخ والحضارة والفکر، محاضر في کلية التربية الأساسية، الکويت.

المستخلص

لا شک أن حرکة ما بعد الحداثة هي الحرکة الفکرية الأکثر حضورًا وجدلاً على الساحة العالمية زمننا الراهن، بحکم أنها استمرار لمسيرة الفکر الغربي ذاته، وأنها نقد ومراجعة وإعادة تقييم لمآلات الحداثة الغربية التي سادت الحضارة الغربية الحديثة. وفي هذه الدراسة نسعى إلى مناقشة رؤية وفکر ما بعد الحداثة للتاريخ: أحداثًا وتدوينًا وقراءة وسردًا وتأريخًا، وذلک على مستوى نظرتها إلى الزمن التاريخي (الماضي)، وکيف يکون للتاريخ دور في فهم أحداث الحاضر وما فيه من ظواهر وإشکالات؛ کذلک علاقة العقل ما بعد الحداثي بالتاريخ القريب أو البعيد. ومن أجل تبيان موقف ما بعد الحداثة من التاريخ، وجدنا من الواجب علينا اتباع نهج المقارنة، بين رؤية فلسفات الحداثة للتاريخ، وتجليات التاريخ لدى أبرز مفکريها؛ قبل بسط القول في الموقف ما بعد الحداثي من التاريخ، لذا کان المنهج المقارن حاضرًا، جنبًا إلى جنب مع المنهج الوصفي التحليلي، مع ذکر أمثلة عديدة توضح الفکرة المطروحة وتبرهن عليها. في ضوء ذلک، جاءت خطة الدراسة على محورين أساسيين، الأول عن التاريخ في المنظور الحداثي، وکيف تعاملت فلسفات الحداثة العديدة مع التاريخ، وحرصها على تقديم رؤية شمولية، تنشد يقينًا فکريًا، وإجابات عن أسئلة عديدة، فاجأت إنسان العصر الحديث، والذي نحّى البعد الروحي عن رؤيته بشکل کبير، وقارب الدنيوية والأرضية والإنسانية، وحلم بجنة على الکوکب الأرضي المنهک بالصراعات والحروب، ولکن هيهات لما تخيل، فقد کانت القناعات الحداثية وتجمد أصحابها فکريا، وادعاؤهم اليقين المعرفي، سببًا في المزيد من التقاتل بين الشعوب والدول، مع ازدياد غربة الإنسان، وتقوقعه في ذاته، مما أوصل المشروع الحداثي إلى طريق مسدود، ومهّد للنقد الشديد الذي جاءت به حرکة ما بعد الحداثة، والتي جادلت في اليقين الحداثي، لتقودنا إلى اللايقين ما بعد الحداثي، وفککت مقولات الحداثة ونجحت في ذلک، ولکنها لم تقدم بنية فکرية جديدة. ولا عجب في ذلک، فإن التفکيکية – نهجًا واستراتيجية – کانت جزءًا من مکونات الفکر ما بعد الحداثي، کما جاءت نظرتها للتاريخ مستقاة من واقع براغماتي يعيشه الإنسان المعاصر، الذي يرى الزمن مسطحًا، لا يمتلک أبعادًا، ولا عمقًا، ولا يعنيه الماضي کثيرًا، فعينه على الحاضر، الذي يراه موصولا بمستقبل، تتلاحق أحداثه وأنباؤه على مدار الساعة.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
مصطفى عطية جمعة، "المذهبية التاريخية من منظور ما بعد الحداثة: دراسة في نقد الحداثة والهيمنة وتفکيک السرديات الکبرى".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد التاسع والأربعون؛ سبتمبر 2020. ص 230 – 247.

نقاط رئيسية

  • المبحث الأول: الحداثة والتاريخ (الفلسفة والتجليات والنقد)
  • المبحث الثاني ما بعد الحداثة والتاريخ (النقد والتفکيک والمآلات)

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية