اللصوص في المغرب الإسلامي خلال العصر الموحدي: أثر الأزمات على الانحراف السلوکي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث في التاريخ الوسيط، وزارة التربية الوطنية، مکناس، المملکة المغربية.

المستخلص

يُعَدّ التأريخ لأنماط الانحراف السلوکي من مميزات الکتابة التاريخية الحديثة، وذلک نتيجة التطور الحاصل في المناهج العلمية، وانفتاحها على مواضيع کانت تصنف إلى وقت قريب ضمن المواضيع المنسية. ومن هنا جاءت هذه الالتفاتة لإماطة اللثام عن ظاهرة اجتماعية ميزت المجال الموحدي باعتبارها أحد المباحث المغيبة في حقل الکتابة الأکاديمية العربية ألا وهي "اللصوصية"، وذلک من خلال البحث في مسببات الظاهرة ونتائجها، حتى نتمکن من فهم وتحليل هذا النمط السلوکي على ضوء استقراء مختلف النصوص التاريخية، متسلحين في ذلک بتقنيات المنهجين الوصفي والتحليلي، وعن طريق استخراج المعطيات النصية من ثنايا المصادر الدفينة، وتحليلها بغرض بناء تصور عام ومتکامل انطلاقًا من النتائج المتحصل عليها، الأمر الذي يساعد في الکشف بشکل جلي عن الحال الذي أصبح عليه المجال ارتباطا بالواقع المعيشي للإنسان. والملاحظ أن ظاهرة اللصوصية تصبح اعتيادية کلما ألمت بالمجتمع أزمة سياسية أو اقتصادية، فيغدو العدوان على أموال الناس ومتاعهم انحرافًا سلوکيًا تغذيه النزعة الأنانية، فتتعطل عند البعض أسباب المعاش الطبيعي وتغدو الحرابة بديلاً ظرفيًا داخل المجال، فقلة الموارد وانتشار البطالة وضعف الأمن، يدفع بالبعض إلى احتراف اللصوصية، زد عليه القصور عن تسوية جذور الأزمة المادية وفشل السلطة في إيجاد حل جذري لمشکل التباينات الاجتماعية، مما يحدو بفئات عريضة من المهمشين إلى التمرد على واقعهم الاقتصادي والاجتماعي. فيتبدى ما للفقر والحاجة من أثر واضح في ظهور هذه السلوکيات العدوانية باعتبارها مصدرًا لعيش الفقراء، وذلک في ظل الاضطرابات التي شهدها المغرب الإسلامي أواخر الحکم الموحدي، حيث يتأکد مدى التلازم بين الأزمات وبين السلوکيات العدوانية، وإن کان لأجهزة الدولة في مرحلة قوتها من النفوذ ما يجعلها تنجح في ضبط مجالها، عکس ذلک تنشط حرکة التعدي والغصب مع ضعف الدولة هرمها.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
هشام المتوکل، "اللصوص في المغرب الإسلامي خلال العصر الموحدي: أثر الأزمات على الانحراف السلوکي".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد التاسع والأربعون؛ سبتمبر 2020. ص 63 – 71.

نقاط رئيسية

  • أولاً: حرکة اللصوصية: أثر الواقع المجالي والأزمة الأخلاقية
  • ثانيًا: ظاهرة اللصوصية: دورية الأزمات وحتمية الانهيار

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية