أستاذ التاريخ والحضارة، کلية الآداب والعلوم الإنسانية، مکناس، المملکة المغربية.
10.12816/0058667
المستخلص
تروم هذه الدراسة إلى التعريف ببعض الأعراف الأمازيغية التي نعتبرها من الروابط الاجتماعية المهمة للقبيلة فضلاً عن کونها لحامًا طبيعًيا لأواصر العلاقة لإحدى کبريات قبائل المغرب (اتحادية قبائل زمور) التي استوطنت مجالاً جغرافيًا رئيسًا بعد حرکية تاريخية من الأطلس المتوسط والمجتمع الواحي بالصحراء. هذه الأعراف التي تفکک معظمها لأسباب، مرتبطة بالعولمة والتحديث، کانت سببًا في تقوية اتحادية قبائل زمور وتحکمها بالممر الرئيس للجيوش السلطانية وکذا الجحافل الاستعمارية طيلة القرن التاسع عشر إلى اليوم. وقد حاولنا تسليط الضوء على بعض هذه الأعراف التي تحول بعضها إلى عادات اجتماعية، وذلک باستقراء بعض النصوص المکتوبة باللغتين العربية والأجنبية واستعمال منهج المقارنة کتقنية معرفية للمؤرخ المعاصر قصد الوقوف على التقاطعات الممکنة بين أصناف ومراتب هذه الأعراف وأهميتها. علاوة على اعتماد الرواية الشفهية لتأکيد حضور أو أفول بعض الأعراف التي احتفظت بعض مناطق زمور اليوم سوى بشکلياتها ورموزها. أما مجال الدراسة فهو يجمع بين التاريخ والأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والفيلولوجيا (علوم اللغة)، مما يفيد أن البحث العلمي اليوم لا يمکن أن يقتصر على فن معين دون الاستعانة ببعض العلوم الإنسانية الأخرى التي توفر آليات ومناهج البحث المختلفة لدراسة الأعراف الأمازيغية والوقوف على تشکل القبيلة ورصد مکامن القوة والضعف لديها. وقد خلصنا إلى أهمية العرف في بناء مجتمع قبلي رصين قادر على استيعاب الاختلاف ومستعد لمواجهة کل الأخطار التي تهدده في مواجهته للعدو الخارجي. کما تم الوقوف على استمرارية العمل ببعض هذه الأعراف وإن اندثر معظمها في المنطقة لأسباب تعرضنا لتحليلها في المحور الأخير.
الاستشهاد المرجعي بالمقال: عبد الرزاق بنواحي، "الأعراف الأمازيغية (الثوابت والمتغيرات): قبائل زمور نموذجًا (مصغرة)".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد السابع والأربعون؛ مارس 2020. ص 81 – 88.