الوقف العلمي في الغرب الإسلامي بين جِدّة الفکرة وريادة التجربة: خزانة أبو الحسن الشّاري بسبتة (ت. 649هـ/1251م) أنموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي - الرشيدية - المملکة المغربية.

10.12816/0058664

المستخلص

لقد انفتحت مختلف الفئات الاجتماعية بالغرب الإسلامي على ظاهرة الوقف خلال العصر الوسيط، ووجدت مرجعيتها في اعتبارها "صدقة جارية" حث عليها الإسلام ورغب فيها، انطلاقًا من قوله (ﷺ) "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". وإذا کان تاريخ الظاهرة بالمنطقة يرجع إلى وقت مبکر، فإن ما ارتبط منها بعملية الوقف على المؤسسات العلمية والثقافية لم يظهر إلا في وقت متأخر لاسيما بمدينة سبتة، التي شکلت أول مدينة مغربية تعرفت على هذا النوع من المؤسسات التربوية التعليمية العامة التي تهتم بتنظيم الإنتاج الثقافي المکتوب والمدوّن، وتجمعه على شکل خزانات، وذلک تزامنًا مع وقف الشيخ أبي الحسن الشاري (ت. 649هـ/ 1251م) لخزانة کتب على مدرسته بسبتة. أجمعت المصادر التي ترجمت له بکونه "جماعة للکتب والدفاتر مغاليا في أثمانها، وربما أعمل الرحلة في التماسها، حتى اقتنى منها مجموعة کبيرة فيها، ثم انتقى منها جملة وافرة فحبسها في مدرسة أحدثها بجوار باب القصر، أحد أبواب بحر سبتة"، ولم تقف جهوده عند هذا الحد بل أبدع في تدبيرها، حيث عيّن لها جهازًا إداريًا وأطرًا تنظيمية تسهر على تبويبها وتسييرها، سالکًا في ذلک طريقة مبتدعة، فاختار لها مداخيل خاصة "من خيار أملاکه، وجيد رباعه، جملة وقّفها عليها". لقد قدمت هذه التجربة التاريخية حول فکرة وقف خزانات الکتب على المؤسسات العلمية والثقافية العامة دفعة قوية في اتجاه تنشيط الحياة الفکرية والثقافية، ودللت صعوبة الحصول على موارد القراءة لا سيما من قبل الطلبة والأساتذة، ومن المرجح أنها ألهمت المرينيين فکرة إنشاء الخزانات العلمية على المدارس التي أنشأوها بمختلف المدن المغربية، سعيًا إلى التحکم في موارد المعرفة الداعمة لسياستهم ومشروعيتهم. مما يجعلها فکرة رائدة في حينها، تستحق الدراسة والتحليل، لاستکناه جدتها وملابساتها، ومواقف الفقهاء/ العلماء اتجاهها، والآثار الفکرية والثقافية التي خلفتها.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
أحمد الصديقي، "الوقف العلمي في الغرب الإسلامي بين جِدّة الفکرة وريادة التجربة: خزانة أبو الحسن الشّاري بسبتة (ت.649هـ/1251م) أنموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد السابع والأربعون؛ مارس 2020. ص48 – 57.

نقاط رئيسية

  • أولاً: سيرة أبي الحسن الشاري السبتي (ت.649هـ/1251م)
  • ثانيًا: جهود أبي الحسن الشاري في وقف خزانة الکتب وانعکاساتها العامة

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية