الزعيم ومکانته الاجتماعية في مصر خلال عصور ما قبل التاريخ وبداية الأسرات

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

مدرس الآثار المصرية القديمة - کلية الآثار - جامعة أسوان - جمهورية مصر العربية.

10.12816/0057039

المستخلص

عرفت مصر الاستقرار بشکل واضح منذ العصر الحجري الحديث، وصاحب هذا الاستقرار نشأة القرى والمدن، ولا شک أن هذا الاستقرار کان قد تطلب وجود حاکم أو زعيم في کل قرية کي يضمن أمن وسلامة القرية وانتظام الحياة فيها، ولقد أوضحت الأدلة الأثرية أهمية الحاکم أو الزعيم سواء من خلال النقوش الصخرية، أو من خلال عادات الدفن ومدى ثراء المقابر بما حوته من متاع جنائزي أشار إلى أهمية المقبرة ومکانة صاحبها. لم يکن الزعيم في عصور ما قبل التاريخ مجرد حاکم للقرية له الکلمة العليا على أهلها فقط، وإنما کان أيضًا عراف القرية وطبيبها، وکان حلقة الوصل بين أهل القرية وبين الإله أو القوة الغيبية العظمى التي يأملوا أن يتصلوا بها من خلال هذا الزعيم، ولقد تميز الزعيم بهيئته المميزة ولباسه لاسيما غطاء الرأس الريشي الذي ظهر على رأسه في العديد من النقوش الصخرية بالعديد من مواقع الصحراوات المصرية الشرقية والغربية خلال عصور ما قبل التاريخ، وما زال زعيم القرية له الدور نفسه والأهمية في العديد من القبائل البدائية في أفريقيا حتى الآن. وزعيم القرية إلى جانب کل ذلک کان هو کبير الرعاة في رحلة الصيد، بل کان هو الذي يضمن نجاح وازدياد حصيلة الصيد برقصاته الطقسية وتقمصه لهيئات العديد من الأشکال الحيوانية التي کان أهل القرية يرغبوا في اصطيادها، کأن يقلد هيئة وعل أو غزال أو أسد أو يرتدي قناع أو قرون حيوانية بُغية إخافة الحيوانات والإيقاع بها وصيدها. إذن فزعيم القرية کان بمثابة المحرک للقرية والمدعم لها والمسيطر على أهلها في إيقاع منتظم ليس به أي شذوذ. وبالتدريج أصبحت سمات الزعيم جزء من صفات الحاکم في عصر بداية الأسرات، فکان من الصعب حينئذ أن يتم الفصل بين الزعيم کقائد والزعيم کحاکم، فأصبحت الزعامة أحد أهم صفات الملک الحاکم.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
زينب عبد التواب رياض، "الزعيم ومکانته الاجتماعية في مصر خلال عصور ما قبل التاريخ وبداية الأسرات".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد السادس والأربعون؛ ديسمبر 2019. ص10 – 25.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية