الشيخ أحمد زروق البرنسي: نموذج تصوُّفٍ ومُتصوِّفٍ مغربي مهاجرٍ زمنَ العصرِ الوسيط

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ باحث في التاريخ المعاصر - المرکز الجهوي لمهن التربية والتکوين - تازة - المملکة المغربية.

10.12816/0055853

المستخلص

کانت بلاد المغرب منذ العصر الوسيط بدور هام للعلماء، لِما کانوا عليه من تشارک وأسهموا به من تفاعل في توجيه المجتمع سواء بالمدن أو البادية. وقد بدأت مکانة العلماء بالمغرب على تباين اهتماماتهم وفق ما کان عليه جامع القرويين بفاس من تأطير وتکوين، تظهر بشکل معبر منذ العصر الوسيط وکان لهم شأن في أمور الدين والفقه والتصوف فضلا عما هو تشارک في السياسة والمجتمع، ولعل من هؤلاء الشيخ أحمد زروق الشهير بمحتسب العلماء والذي عاش خلال القرن التاسع الهجري. وکان "زروق" هذا بتميز وتفرد صوفي وبتأليف واسع في مجالي الفقه والتصوف، مستفيدًا من تعدد من أخذ عنهم من شيوخ العلم إن بالمغرب أو المشرق خلال هذه الفترة. التي اعتبرت من أشد فترات تاريخ المغرب حرجًا وصعوبة، حيث أواخر دولة بني مرين وما حصل من تدهور وعدم استقرار سياسي، کذا ما تعرضت له البلاد من غزو أجنبي برتغالي وإسباني، ومن تهجير للمسلمين من الأندلس وطردهم من غرناطة إلى المغرب حتى سقوط الخلافة بها 897هـ. أما مجتمعيًا واجتماعيًا فقد عاش "زروق" في زمن کثرت فيه الزوايا، کمؤسسات عملت على نشر المعرفة ومحاربة الفواحش والبدع وغيرها. وعليه، ازدهر الفقه والأصول والتصوف، وکانت الزوايا من العناصر الأساسية التي بلورت شخصية "زروق" وغيره من علماء البلاد خلال هذه الفترة. أما علميًا فقد تميزت فترة هذا الصوفي بازدهار الفکر على إثر ما حضي به العلم والعلماء من حفز رسمي، وما أنشأ من دور العلم وخزانات الکتب وما کانت عليه فاس والقرويين من دينامية وتفاعل بالمغرب. کلها شروط ساهمت مجتمعة في توجيه بداية ومسار شيخنا، الذي اختار التلاقح بين أقطار البلاد الإسلامية من مغرب ومشرق، واختار الهجرة لبلورة منهج فکره وطريقته في التصوف، فکان نموذج الصوفي المغربي المهاجر الذي جعل من مصراتة مستقرًا له ولزاويته التي اشتهرت بـ "الزروقية" شرقًا وغربًا.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد السلام انويکًة، "الشيخ أحمد زروق البرنسي: نموذج تصوُّفٍ ومُتصوِّفٍ مغربي مهاجرٍ زمنَ العصرِ الوسيط".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد الخامس والأربعون؛ سبتمبر 2019. ص154 – 162.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية