سيرة شخصية نسائية من نساء صدر الإسلام: عائشة بنت طلحة التيمية "سيدة العفاف والحرية"

يعالج هذا البحث سيرة شخصية نسائية من نساء صدر الإسلام، رويت لها أخبار کثيرة في کتب الأدب والتاريخ، وتناولتها أقلام معاصرة من زوايا متعددة، بغرض التعريف تارة والتشهير أخرى. ويعد هذا البحث بحثا أکاديميا يقوم على استعمال منهج التحليل التاريخي للتحقق من الأخبار المروية لاستخلاص صورة تاريخية أقرب إلى الواقع وتحليل أسباب الزيادات والمبالغات التاريخية التي تنشئ تصورات مضللة عن الشخصية نفسها أولاً وعن نساء صدر الإسلام ثانيًا. ثم يستکمل البحث دوره في إبراز صور اجتماعية عاشتها عائشة بنت طلحة يراد من خلالها تصحيح التصورات عن الحياة الاجتماعية لصدر الإسلام، وهي التصورات التي تشيعها بعض الاتجاهات الفقهية أحيانًا، أو هواة الأدب الشعبي في أحيان أکثر. ومع ذلک فقد تم استعمال ما ظهر أنه مختلق وغير تاريخي في تحليل الذهنية الثقافية يومئذ، بحسبان أن الاختلاق والکذب واقع تاريخ أيضًا. وقد أمکن من خلال شخصية عائشة بنت طلحة وأخبارها الکثيرة والمتنوعة تقديم صور مغايرة لما يشيع غالبًا عن الحياة الاجتماعية للمسلمين في القرن الأول الهجري. ومن بين أبرز نتائج البحث هو تنقية أخبار عائشة من المبالغات التاريخية والخروج بصور واقعية تقوم على الفحص والنقد والتحليل، ثم استعمال تلک الصور في إبراز مشاهد متنوعة من التاريخ الاجتماعي لصدر الإسلام تسهم في التعرف عليه على نحو أدق وأعمق مما يشيع عنه، من ذلک: التنوع في أشکال الظهور الاجتماعي للمرأة وبداهة السفور والمحادثات المشترکة بين النساء والرجال، والتباهي بمواکب الحج، وشيوع أخبار الهوى في إطار اجتماعي تلقائي غير مثقل بالمحرمات والعيوب مع سيادة أشکال العفاف والابتعاد عن المنکرات الصريحة. وکل هذه الصور تخدم في الخلاصة تصحيح التصورات عن صدر الإسلام وأهله، وتظهر أهمية دراسات التاريخ الاجتماعي لصدر الإسلام دراسة علمية صرفه، وهي التي ستبين مستويات التقارب والتباعد بين ثقافة مجتمعاتنا المعاصرة وثقافة صدر الإسلام، وستکشف مستويات إسقاط معايير ثقافتنا المعاصرة على زمن لا يشبه ما نحن عليه اليوم في مواقفنا إزاء المرأة ومجالها الاجتماعي.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
أحمد السري، "سيرة شخصية نسائية من نساء صدر الإسلام: عائشة بنت طلحة التيمية سيدة العفاف والحرية".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد الواحد والأربعون؛ سبتمبر 2018. ص23 – 36.