التواجد الفينيقي على ضفتي البحر الأبيض المتوسط الشرقية والغربية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ وباحث في التاريخ القديم - جامعة عبد الحميد بن باديس - مستغانم - الجمهورية الجزائرية.

10.12816/0051253

المستخلص

حسب الدراسات القديمة والحديثة يرجع بداية خروج الفينيقيين نحو البحر الأبيض المتوسط إلى نهاية الألف الثانية قبل الميلاد، من تأسيسهم لأقدم مستوطنات تجارية في اتجاهي البحر المتوسط الشرقي والغربي کمستوطنة مالطا وصقلية وقبرص في الشرق وليکسوس على الساحل المغربي الأطلسي، وأوتيکا على الساحل التونسي حاليًا، بالإضافة إلى مستوطنات أخرى منتشرة عبر سواحل البحر الأبيض المتوسط، ونجد أهم مستوطنة أسسوها في شمال إفريقيا وهي مستوطنة قرطاجة، هذه المستوطنة التي أصبح لها شأن کبير خاصةً بعد ضعف الذي ألت إليه المدن الفينيقية في الحوض الشرقي، وسمح لها أن تأخذ الريادة الاستراتيجية في البحر الأبيض المتوسط. لقد کان لتوسع الفينيقي في البحر الأبيض المتوسط له عوامل متعددة جعلت الفينيقيين يعرفون مناطق بحرية وبريّة جديدة، من خلالها يتبين مدى وطبيعة هذه المناطق ومواقعها الجغرافية، ومن المعروف تاريخيًا أن الفينيقيين توسعوا على جبهتين في البحر الأبيض المتوسط، بدايتها في شرق البحر، ثم غربه، وقد تحکمت في هذا التوسع ظروف متعددة معظمها کان سياسي، ففي البداية وبعد التشکل السياسي للمدن الفينيقية، برزت مدينتين قويتين على رأسها مدينة "صيدا" و"صور"، وأوّل مَنْ أخذ الرّيادة والسيادة الفينيقية کان الصيدونيين فعملوا على إنماء الحرکة التجارية في شرقي البحر الأبيض المتوسط بعد سقوط البحرية الإيجية(1)، وازدهرت التجارة في منطقة الساحل الفينيقي، ولکن الأمر لم يکن ايجابيًا في غاية الأهمية خاصةً بعد سقوطهم بيد الفراعنة مصر (أمنحوتب الأول"1517ق.م-1496ق.م" وتحوتمس الأول"1496ق.م-1492ق.م") حتى أنهم أصبحوا بمثابة تجار ينقلون البضائع للإمبراطوريات الکبرى حسب ما تتوفر فيه الإمکانيات المادية، ويظهر على أنّ الصيدونيين لم يجاهروا عداوتهم لـ (تحوتمس الثالث) عند غزوه لسوريا(2)، وفي هذه الظروف قد وصل الفينيقيون في عهد سؤدد صيدا إلى مناطق واسعة بشرق البحر الأبيض المتوسط.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
شريف قوعيش، "التواجد الفينيقي على ضفتي البحر الأبيض المتوسط الشرقية والغربية".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد التاسع والثلاثين؛ مارس 2018. ص64 – 72.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية