تقدير الخصوبة وتمجيد الذکورة في المغرب الأقصى خلال العصر المريني

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ - کلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن زهر - المملکة المغربية.

10.12816/0045095

المستخلص

شکلت الخصوبة والمواقف الممجدة للإنجاب والقيم المحبذة للإکثار من النسل من أهم القيم الموجبة للتقدير عند معظم مغاربة العصر الوسيط عامة، والعصر المريني على وجه التخصيص؛ فقد افتتنوا بالمرأة الولود، وأعجبوا بالرجل الفحل المتباهي بقدراته الجنسية، واعتقدوا في قيم الکثرة والتعدد، فقدروا الأسرة الممتلکة لأدوات الإنجاب، والزوجين الکثيري النسل. لکن هذه القيم الاجتماعية لا تکتمل إلا بالحصول على الوليد الذکر، مادام أن مکانة الأسرة داخل المجتمع رهينة بما تنتجه من الذکور. لقد أسهمت کثافة الترسبات الذهنية التي خلفتها سيادة العقلية المشجعة على الإنجاب والمقدرة لخصوبة المرأة، في مختلف أشکال السلوک والقيم الأخلاقية والممارسات والعادات الجماعية والفردية لدى مختلف أسر المغرب الأقصى خلال العصر المريني، وعلى هذا الأساس تفشت في شأنها أشکال من السلوک والقواعد الأخلاقية، والتمثلات الرمزية التي وجهت مشاعر الناس واختياراتهم الاجتماعية. في هذا الخصوص شاعت الکثير من الوصفات المقوية للقدرات الجنسية لدى الرجال، والعادات المتوسلة للإنجاب والخصوبة لدى النساء. إن هذا السياق الاجتماعي الذي ربط قيمة المرأة ومستقبلها الزواجي بقدراتها الإنجابية، جعل من الرغبة في الحصول على الولد عند الزوجات هما استحوذ على تفکيرهن؛ فالتوجس من عدم الإنجاب، أو الخوف من الإصابة بما يقلل من الذرية، دفع بالعديد من النساء إلى سلک سبل متعددة، من الالتجاء إلى المشتغلين بالسحر والتنجيم والاستعانة بالتمائم والرقى والتعاويذ، إلى الاستنجاد والتعلق بکل من توسمن فيه الصلاح، وبفعاليته في إزالة العقم والتخلص مما قد يعيق الحمل.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محماد لطيف، "تقدير الخصوبة وتمجيد الذکورة في المغرب الأقصى خلال العصر المريني".- دورية کان التاريخية.- السنة العاشرة- العدد السابع والثلاثون؛ سبتمبر 2017. ص115 – 123.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية