مدرس التاريخ القديم المساعد - کلية الآداب - جامعة دمنهور - جمهورية مصر العربية.
10.12816/0045091
المستخلص
يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على التاريخ السياسي لمملکة کوموخ منذ القرن التاسع ق.م، وحتى سقوطها على أيدي الآشوريين في عام 708 ق.م، حيث يعد محاولة لفهم طبيعية العلاقات السياسية والعسکرية التي سادت بين مملکة کوموخ والدويلات الحيثية الأخرى، کما يهدف في الوقت ذاته إلى رصد علاقة مملکة کوموخ بالقوى الکبرى المجاورة لاسيما آشور، حيث تبين من البحث أن کوموخ قد سلکت مسلکًا رمي إلى مهادنة الآشوريين في سياستها الخارجية، فبقيت بمعزل عن کثير من المحن، وجنت فوائد التجارة، کما کسبت بهذه السياسة الدعم العسکري الآشوري في صراعاتها الإقليمية مع الدويلات الحيثية المجاورة، ويستدل على ذلک من قيام الملک الآشوري أداد نيراري الثالث في عام 805 ق.م بترسيم الحدود بين مملکتي کوموخ وجورجوم لصالح کوموخ في عهد ملکها شوبيلوليوما، وتکرر الشيء نفسه في عام 773 ق.م على يد الملک الآشوري شلمنصر الرابع. وفي المقابل کان التحالف الآشوري مع کوموخ في غاية الأهمية أيضًا بالنسبة للآشوريين، ويعزي ذلک إلى سيطرة کوموخ على مخاضة بازارجيک، حيث اتاحت للآشوريين الوصول إلى الطرق الشمالية الغربية نحو جورجوم وجبال طوروس الغنية بالموارد المعدنية، زد على ذلک أن التحالف مع کوموخ کان بمثابة کبح جماح لقوة کرکميش، حيث أصبحت الأخيرة بين الحليف الآشوري في الشمال والحضور العسکري الآشوري في تل برسيب في الجنوب. ثم ما لبث أن تغيرت الأوضاع الإقليمية بعد نجاح الملک الأورارتي ساردوري الثاني في فرض السيادة الأورارتية على مملکة کوموخ في عام 746 ق.م، غير أن الملک الآشوري تجلات بلاسر الثالث سرعان ما استعاد سيادة بلاده على کوموخ، وذلک بعدما تمکن من هزيمة الأورارتيين في کشتان في عام 743 ق.م، وبموجب هذه الهزيمة استردت کوموخ صفتها بوصفها العميل الآشوري المفضل، لدرجة أن سرجون الثاني أضاف إلي حاکمها موتاللي مملکة ميليد- عندما تم تقطيع أوصالها على أيدي الآشوريين في عام 712ق.م- کما منحه بعض أراضي سمعال، بيد أن هذه التبعية انتهت فجأة وبصورة وحشية، وذلک عندما امتنع موتاللي عن دفع الجزية للآشوريين، وأرتمى في أحضان الأورارتيين، الأمر الذي دفع سرجون الثاني للإطاحة بموتاللي، وتحويل کوموخ إلى مقاطعة آشورية في عام 708ق.م.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة: محمد رشاد جبر المقدم، "التاريخ السياسي لمملکة کوموخ الحيثية الحديثة".- دورية کان التاريخية.- السنة العاشرة- العدد السابع والثلاثون؛ سبتمبر 2017. ص86 – 96.
)
مشاهدة على SCiNiTO