اليوم والليل وحدتا قياس غير ثابت ولا مضبوط في مغرب وأندلس العصر الوسيط

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

دکتوراه التاريخ الاقتصادي - أستاذ التاريخ التأهيلي - فاس - المملکة المغربية.

10.12816/0041487

المستخلص

اتفق العلماء على أن اليوم هو من طلوع الشمس إلى غروبها، وعليه فهو والنهار سيان، أما الليل فعکس ذلک، لذا فاليوم والليل متضادان، وتختلف مسافتهما من فصل إلى آخر. استعمل أهل بلاد المغرب والأندلس خلال العصر الوسيط اليوم والليل في قياس المسافات بين المناطق التي کانوا يجتازونها، وأحيانًا نجد بعض الجغرافيين من قاس بهما المساحة، وهناک من جعلها وحدة ثابتة لا تتغير وحددها في 10 فراسخ کما هو الشأن بالنسبة للزهري، لکن أغلب المؤرخين والجغرافيين والمهتمين بالأطوال والمسافات کان قياس اليوم والليل يختلف لديهم من منطقة إلى أخرى، تتحکم فيه طبوغرافية المنطقة التي يجتازونها أو الظروف الأمنية أو المناخية. واستعملت وحدتا اليوم والليل کذلک في قياس المسافات البحرية، ولم يکن قياسهما ثابت بل يختلف من رحلة إلى أخرى، تتحکم فيه الرياح، فکلما کانت قوية ومواتية لاتجاه الرحلة کلما کانت السرعة أکثر ووقت قطع الرحلة أقل. إن اليوم والليل شيآن غير قارين لأنهما يختلفان عبر الفصول والشهور، فيوم الصيف طويل وليله قصير، والعکس صحيح، وبذلک تشوب عملية تحديد المسافة بوحدة زمنية شيء من الخلل وعدم الضبط؛ لأن تحديد المسافة بالزمن يبقى رهينًا بمدى توافق مجموعة من المعطيات حتى تصبح وحدة مضبوطة ودقيقة للتکسير، ولما کان من الصعب تحقيق ذلک للظروف المناخية والأمنية، فإن معادلة التوافق بين هذه المعطيات تضحى صعبة المنال.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد عمراني زريفي ، "اليوم والليل وحدتا قياس غير ثابت ولا مضبوط في مغرب وأندلس العصر الوسيط".- دورية کان التاريخية.- السنة العاشرة- العدد الخامس والثلاثون؛ مارس 2017. ص149 –154.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية