الصراع التاريخي بين جبهة التحرير الوطني والحرکة الوطنية الجزائرية من خلال الوثائق الفرنسية (1954 – 1955)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ محاضر التاريخ الحديث والمعاصر - جامعة حسيبة بن بو علي - الشلف - الجمهورية الجزائرية.

10.12816/0041479

المستخلص

منذ إقرار إصلاحات 4 فبراير 1919، دخلت الجزائر مرحلة تشکيل الأحزاب السياسية وأصبح من الممکن تحديد المطالب والثورة تحت مظلة القانون الفرنسي لمواجهة الإدارة الاستعمارية الفرنسية، إلا أن جميع أطوار النضال السياسي أثبت فشل هذا الأسلوب من المقاومة لعدم اکتراث الاستعمار بالتيارات السياسية الجزائرية. ومن جملة التيارات السياسية الجزائرية "الحرکة الاستقلالية" التي عرفت تسميات مختلفة بدأت بحرکة "نجم الشمال الإفريقي"، و"حزب الشعب الجزائري"، وانتهت بـ"حرکة انتصار الحريات الديمقراطية" المؤسسة عام 1946. وفي سنة 1953، دخل الحزب في صراعات شخصية أملتها تراکم الخلافات بين العناصر القيادية منذ عام 1948 رغم تأسيس الحرکة لجناحها العسکري استعدادا للثورة. والجدير بالذکر أن الأمر ازداد سوء بعد اکتشاف المنظمة السرية عام 1950، وهذا ما عرّض الحرکة إلى هزة دفعت من بقي من عناصر إلى الإسراع في إشعال فتيل الثورة تحت غطاء "جبهة التحرير الوطني" وتفويت الفرصة على زعيم الحزب الذي طلب من المناضلين السلطة المطلقة رغم صعوبة الموقف آنذاک. وأحس مصالي الحاج بالکبرياء بعد نوفمبر 1954، وتورط عن قصد في مأساة وطنية کادت تعصف بالثورة في المهد لما أسس "جيش الشعب الجزائري" تخت غطاء سياسي للحرکة الوطنية الجزائرية. ومن هنا بدأت المؤامرة لتظهر الثورة بوجهين بتصارع الإخوة الفرقاء في الجبال والمدن، في الجزائر وفي فرنسا لتحقيق مکاسب في الميدان. ومن جهته بارک الاستعمار هذا الصراع واخترق صفوف الجناحان من أجل إثارة الفتنة دون أن يتفطن الجناح المصالي إلى الأبعاد الخطيرة من وراء مناهضته للثورة ولإرادة الشعب الجزائري الذي اختار جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني دون المغامرة مع من اختاروا الأجواء الباريسية مقرًا لتوجيه سياستهم منها. وتقوت الثورة فعلاً بعد انضمام جناح المرکزيين والأحزاب الأخرى إليها بداية من سنة 1955، فضاع مصالي وأتباعه لفقدانهم ديناميکية وانضباط قادة ثورة 1 نوفمبر 1954. وخلاصة القول، أن مصالي الحاج تجاوز حدود الوطنية التي ناضل من أجلها لعقود أمام خصوم اقتنعوا بأفکار ثورية تجسدت في الميدان بوسائل جد متواضعة، لکنها کانت کافية لتحقيق ما عجز عنه الزعيم السابق للحرکة الاستقلالية وبقيادة جماعية استطاعت تسيير الثورة وتحقيق الاستقلال بالقضاء على الاستعمار ودحر الخصوم داخل الجزائر وفي المتروبول.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد بکار، "الصراع التاريخي بين جبهة التحرير الوطني والحرکة الوطنية الجزائرية من خلال الوثائق الفرنسية (1954 – 1955)".- دورية کان التاريخية.- السنة العاشرة- العدد الخامس والثلاثون؛ مارس 2017. ص67– 73.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية