المقاومة الثقافية للأمير عبد القادر الجزائري: التعليم نموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر - رئيس شعبة التاريخ - قسم التاريخ والآثار - جامعة أبي بکر بلقايد - الجمهورية الجزائرية.

10.12816/0041599

المستخلص

يدور موضوع هذا المقال حول مقاومة الأمير عبد القادر الثقافية من خلال التعليم، ذلک أن الأمير خاص مقاومة متعددة الجوانب: عسکرية، سياسية ثم ثقافية، ومن خلال التعليم کان يحاول تکوين نخبة واعية قادرة على استيعاب طبيعة مشروعه الحضاري الهادف إلى النهوض في الجزائر وتأسيس دولة عصرية قادرة على مواجهة الغزو الاستعماري. لتحقيق هذا الهدف أبدى الأمير اهتمامًا متزايدًا بالتعليم، إذ عين في حکومته ناظرًا للأوقاف وهو الحاج الطاهر أبو زيد وکلفه بإدارة الأوقاف والتعليم، وقسم المعلمين إلى درجات وخصص لهم مرتبات شهرية، إضافة على تخصيص مساعدات لطلاب العلم وشيوخ الزوايا وجعل التعليم مجانيًا مع التکفل التام بالطلبة. إن النشاط التعليمي للأمير وطابعه والنضالي لم ينته بتمکن الاستعمار الفرنسي من القضاء على مقاومته بل واصل مجهوده التعليمي وذلک حيث ما ذهب، غذ کان يقدم دروسًا لأصحابه وأفراد عائلته حتى وهو في الأسر وهو قصر أمبواز في فرنسا. وبعد إطلاق سراحه واصل تقديم هذه الدروس في بروسة بترکيا ثم في دمشق بعد أن استقر بها، إذ کان يدرس في المسجد الأموي والمدرسة الشرفية المعروفة بدار الحديث النووية. لقد وفر الأمير کل الشروط لإنجاح تجربته التعليمية ونقل المعرکة ضد الاستعمار الفرنسي بذلک إلى الساحة الثقافية والفکرية، لهذا اهتم بتأسيس مکتبة عامرة للطالبة والمعلمين، إذ کان مولعًا لاقتناء والکتب والمخطوطات والحث على العناية بها، لهذا عندما هاجم الجيش الفرنسي عاصمته المتنقلة "الزمالة" في 15 مايو 1843م والاستيلاء عليها أصيب الأمير بنوبة من الحزن والأسى وذلک لأن هذه المکتبة کانت بمثابة الذاکرة الجماعية للشعب الجزائري وبالأرشيف الوطني بالمفهوم الحديث والأمير عبد القادر کان يعي ذلک جيدًا.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
أحمد بن داود، "المقاومة الثقافية للأمير عبد القادر الجزائري: التعليم نموذجًا".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- السنة (9) العدد الرابع والثلاثون؛ ديسمبر 2016. ص64 – 70.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية