مفهوم الزمن في المدارس التاريخية الحديثة: مدرسة الحوليات نموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث دکتوراه- کلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة الحسن الثاني ( المحمدية ) - المملکة المغربية.

10.12816/0041505

المستخلص

هل التاريخ علم الماضي؟ ينفر المؤرخون المعاصرون من هذا التعريف. إن تحويل الماضي إلى موضوع علم هو في الأساس فکرة تافهة لأن الأحوال الماضية لا يمکن بأية حالة من الأحوال إحياءها من جديد. ومع ذلک، فالماضي حاضر بآثاره في ذهن المؤرخ. لا بد من مقارنة الماضي بالحاضر والحاضر بالماضي. في هذه الحالة، تکون معرفة الماضي نسبية إذ تستجيب لمتطلبات الوضع القائم هذا ما يؤکده المؤرخ الايطالي "ب. کروتسي" حين يقول "إن التاريخ کلّه تاريخ حاضر". أکثر من ذلک فالتاريخ "عالم ذهني يستنبط في کل لحظة من الآثار القائمة وهو ليس تمام الماضي بل الماضي المحفوظ". إن الماضي التاريخي ليس هو الماضي بل الماضي - الحاضر وأن عمل المؤرخ ليس إحياء الماضي أو بعثه من جديد بل إعادة بنائه باستمرار على قواعد صحيحة ومناهج علمية. يعتبر تاريخ الزمن الراهن أو الحاضر مفهومًا جديدًا ارتبط تأسيسه بتطور الإسطوغرافيا، والبناء التدريجي للتحقيب کآلية للسرد التاريخي أو کمفهوم لتمثل الزمن الماضي، فظل مثله مثل هذه المفاهيم محاطًا بلبس يستلزم معالجة خاصة لتوضيح مجالات استعماله، فالتاريخ الحديث، والمعاصر، والراهن کلها مصطلحات تحيل على حقب تاريخية محددة بهذا القدر أو ذاک من الدقة حسب المدارس التاريخية الأوربية، کما تحيل داخل کل حقبة على شيء آخر له ما يميزه. هذا الشيء الآخر هو الذي يُسائل المؤرخ، ويدفعه للتدقيق، والتوضيح، والبحث.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
منير روکي، "مفهوم الزمن في المدارس التاريخية الحديثة: مدرسة الحوليات نموذجًا".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثالث والثلاثون؛ سبتمبر 2016. ص106 – 110.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية