العوامل المساعدة لظهور التدوين التاريخي التحريري في العصر العباسي: دراسة تاريخية تحليلية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد تاريخ إسلامي - قسم التاريخ - کلية الآداب - جامعة تکريت - جمهورية العراق.

10.12816/0041467

المستخلص

إن تقدم الشعوب رهين باکتشاف شعورها التاريخي، فهو الذي يضعها في الزمان ويجعلها تحدد دورها في مسار التاريخ؛ فالشعور التاريخي هو شرط الوعي التاريخي، ومع نزول الوحي بدأ الوعي التاريخي عند المسلمين، لأن الوحي وحده کان مصدر المعرفة الجديدة التي أخذها المسلمون کمعطى مسبق ودون تساؤل أو نقاش، ومنها نشأت العلوم العربية بجوهرها الإسلامي. وقد نشأ علم التاريخ العربي للحفاظ على تراثين: تراث النبي (مغازيه، أفعاله، أقواله)، وماضي القبائل العربية السابق على الإسلام (حروبها وما سمي بـ«الأيام» بوجه عام، وکذلک «الأنساب»)، يضاف إلى هذا التراث الأخير البحث في التراث الشعري واللغوي لهذه القبائل. إن التاريخ الأول الناشئ عن هذه الأصول اتخذ شکلاً محددًا في السرد/ «الخبر»، وهو الشکل الأصلي للتاريخ العربي، وهو رواية لحدث مفرد عبر سلسلة رواة تناقلوا الخبر ابتداءً ممَنْ شهده أو زعم ذلک، وذلک طبقًا لمنهج اختصت به العلوم الدينية، وهو منهج الإسناد أي تصحيح الخبر بناء على مدى الثقة بناقليه. وهکذا فقد کانت الکتابة التاريخية بالنسبة إلى الحضارة العربية الإسلامية، وفي بداياتها الأولى، جزءًا من أدب السيرة والمغازي والفتوح، کما کانت جزءًا من علوم الحديث والفقه والتفسير، وکل هذه العلوم انبثقت کما نعرف عن الإسلام في مسار الجهد الذي بذل من أجل فهم الدين ونشره وتطبيق تعاليمه. إن الميول التاريخية التي أوجدها المجتمع الإسلامي، کانت تتأثر بدرجات متفاوتة بالعوامل التي ساعدت على عملية التدوين التاريخي؛ کما کانت تتأثر بحاجات المجتمع الإسلامي الدينية والدنيوية، وتبعًا لذلک بدأ الاهتمام بدراسة «مغازي الرسول» في المدينة، کما بدأ الاهتمام أيضًا بدراسة حياة الرسول بمختلف جوانبها.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
رشيد الطيف إبراهيم الحشماوي، "العوامل المساعدة لظهور التدوين التاريخي التحريري في العصر العباسي: دراسة تاريخية تحليلية".- دَّورِيةُ کَان الْتَّارِيْخية (علمية عالمية مُحَکَّمَة).- العدد الواحد والثلاثون؛ مارس 2016. ص152 – 158.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية