السُّنَن الإلهية في التَّصَرُفات النَّبَوية: التَّدَرُج في الدعوة الإسلامية أُنْمُوذَجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ السيرة النبوية وعلومها والسنن الإلهية - کلية أصول الدين - جامعة القرويين - تطوان - المملکة المغربية.

10.12816/0041455

المستخلص

إن التدرج في الخَلق والأمر سنة من السنن الإلهية في الشرع والکون؛ لذلک لم تخلو تصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم) وأفعاله وأقواله وتقريراته من التزام غرزها والسير على منهاجها، ويتضح ذلک جليًا في تبليغه لرسالة السماء ودعوته الناس إلى دين الإسلام. لقد استغرقت الدعوة النبوية في عهدها المکي ثلاثة عشرة عامًا؛ فکانت الدعوة الإسلامية سرًا، ثم الدعوة جهرًا، ثم دعوة القبائل العربية، ثم الهجرة النبوية إلى الطائف للبحث عن سند اجتماعي للدعوة الإسلامية، ثم هجرة الصحابة رضي الله عنهم إلى الحبشة للدعوة إلى الإسلام والبحث عن مکان آمن للدعوة الجديدة. أما الدعوة النبوية في عهدها المدني فقد استغرقت عشرة أعوام؛ ابتدأت بالهجرة النبوية المبارکة إلى المدينة المنورة - برسول الله (صلى الله عليه وسلم)- ومعه أصحابه رضي الله عنهم جميعًا، وإقامة الدولة المسلمة التي تحمي الدعوة وتخدمها، ثم بناء المسجد روح الإسلام وعاصمته، ثم وضع الصحيفة دستور المدينة التي تم بموجبها تنظيم المجتمع الإسلامي داخليًا مع جميع طوائفه مسلمين وغيرهم، وخارجيًا في حماية هذا المجتمع من کل اعتداء. وبناء المجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية، ثم التآخي بين المهاجرين والأنصار، فتشکيل الجيش الإسلامي لحماية الدعوة وما تم اکتسابه، وتحقيق أهداف الدعوة المنشودة وتأمين طريق انتشارها، وفتح المجال للمستضعفين لاختيار العقيدة التي يرتضونها. وعبر هذه المراحل کلها الخاضعة لسنة التدرج تم بناء الأمة الإسلامية والعمران البشري الإسلامي، والحضارة الإسلامية القوية التي بلغ نورها الآفاق. ولذلک اشتدت حاجة الأمة المسلمة اليوم إلى التأسي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أخذه بالسنن الإلهية عامة وسنة التدرج على وجه الخصوص.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
رَشِيد کُهُوسْ، "السُّنَن الإلهية في التَّصَرُفات النَّبَوية: التَّدَرُج في الدعوة الإسلامية أُنْمُوذَجًا".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الواحد والثلاثون؛ مارس 2016. ص53- 59.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية