يتناول المقال دراسة تاريخية وأرکيولوجية للمستعمرة الرومانية زليل المتواجدة في شمال المغرب، اعتمادًا على إشارات المصادر الکلاسيکية، والتي تبقى قليلة جدا باعتبار أن المعلومات التي أدلى بها المؤرخون والجغرافيون القدامى جاءت عند تقاطعها مع تاريخ تواجد شعوبهم في المنطقة، لهذا فالباحث عندما يريد التأريخ للمغرب يجد نفسه يؤرخ للشعوب التي کانت لها اتصالات مع السکان المحليين، ولذلک فإن هذه المصادر لا تفي بالغرض الذي يتوق إليه الباحث للإحاطة بتاريخ وجغرافية سکان المغرب القديم. هذا النقص في المعلومات حول تاريخ المغرب القديم عامة وزليل خاصة، تغطيه الدراسات والأبحاث الأرکيولوجية التي عرفها الموقع إذ ساهمت بشکل کبير في إماطة اللثام عن العديد من نقاط الغموض عن تاريخ المستعمرة وخاصة موقعها، حيث کان يعتقد أن مدينة أصيلة الحالية بنيت فوق مدينة زليل. کما تم التعرف على المراحل التاريخية لزليل حيث تم العثور على بعض اللقى الأثرية تعود لمراحل تاريخية مختلفة، ابتداء من مرحلة ما قبل التاريخ مرورا بالفترة المورية وصولا إلى الفترة الرومانية، بالإضافة إلى ذلک فقد تم من خلال هذه الأبحاث الأرکيولوجية أيضًا الکشف عن العديد من البنايات وخاصةً الرومانية منها.
الاستشهاد المرجعي بالمقال: هشام الغرباوي، "المستعمرة الرومانية کولونيا يوليا زليس".- دورية کان التاريخية.- العدد الثلاثون؛ ديسمبر 2015. ص 65– 70.
)
مشاهدة على SCiNiTO