عبادة الإله آمون والإلهة تانيت في بلاد المغرب القديم: بين الأصل المحلي والاحتواء الأجنبي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التعليم المتوسط - باحث دکتوراه - جامعة الأمير عبد القادر - قسنطينة - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

عندما أطل الإنسان لأول مرة على هذا العالم ورأى عظمة السماء، من سطوع الشمس وضياء القمر وعلو الجبال وسعة الأرض فأدهشه ذلک، ونتيجة لسذاجة عقله فانه لم يستطع الوصول إلى حقيقة الخالق فشعر أنه ضعيف وعاجز أمام هذه المظاهر فخر ساجدا لها في اعتقاده أن الخضوع لها حماية وقوة والابتعاد عنها خوفا وحيرة هذا الحس الداخلي يسمى تدينا فالغريزة الدينية مشترکة بين الأجناس البشرية حتى أشدها همجية، ورغم وجود بعض الجماعات الإنسانية البدائية من دون حضارة وعلوم ومع ذلک فلها ديانة، فالدين هو مجموعة من الوقائع التي تشمل العقائد والطقوس، وهو مؤسسة اجتماعية لها جانبين الأول روحي مکون من العقائد والثاني مادي متمثلا في الطقوس، وهناک فرق جوهري بين الدين والفکر والمعتقد فالفکر هو اجتهاد إنساني عقلي قد يصيب ويخطأ، أما الدين فهو منسوب إلى الإله يجب إتباعه وتطبيق شرائعه من دون البحث عن مدى صحته وخطأه، وصولاً إلى المعتقد الذي هو مجموعة من الأفکار التي تشکل منهجًا معينًا يتبناه مجموعة من البشر ويسعون إلى تطبيقه عن طريق مجموعة من الطقوس وهو جزءا من الدين. لقد اختار سکان بلاد المغرب القديم کغيرهم من الشعوب ديانة يسيرون على شريعتها والمتمثلة في الديانة الوثنية والتي تنوعت بين عبادة مظاهر الطبيعة کالشمس والقمر والنجوم والحجارة والماء...، وبين العبادة الطوطمية (الحيوانات والنباتات) والعبادة الروحانية (الأنيميات)، وبين هذا وذاک برز للمغاربة مجموعة من الآلهة والتي کانت بمثابة الملهم لهم فتمسکوا بها ودافعوا عنها، حتى أن الديانات السماوية التي جاءت بعد ذلک في شاکلة المسيحية مع (الرومان) والإسلام مع (العرب الفاتحين) وجدت صعوبات جمة في اختراق هذه المعتقدات، بل أنها لم تستطع أن تمحيها ولو جزئيًا من مخيلتهم ومن ممارساتهم اليومية، ومن بين هذه الآلهة نجد کل من الإله آمون إله الشمس والإلهة تانيت إلهة القمر.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
الصالح بن سالم، "عبادة الإله آمون والإلهة تانيت في بلاد المغرب القديم: بين الأصل المحلي والاحتواء الأجنبي".- دَّورِيةُ کَان الْتَّارِيْخية (علمية عالمية مُحَکَّمَة).- العدد الثلاثون؛ ديسمبر 2015. ص 60 – 64.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية