الکهف بين الحياة والموت في عصور ما قبل التاريخ

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

مدرس الآثار المصرية القديمة - کلية الآثار - جامعة أسوان - جمهورية مصر العربية.

المستخلص

الکهوف هي الملاجئ والملاذات الأولى للإنسان الأول، وقد عثر على کثير من الأدلة الأثرية التي تدل على استيطان الإنسان للکهـوف کالرسوم الصخرية، وبقايا الأدوات الحجرية. کانت الکهوف بالنسبة للإنسان الأول بمثابة الکتاب مفتوح الصفحات، والذى قام بتسجيل حياته على جدرانه بطريقة مرسومة غير مکتوبة، ولا شک في أن فن التصوير کان في البداية سحريًا وشعائريًا ثم تطور بعد ذلک وأصبح وسيلة من وسائل نقل الأفکار والمعلومات، فلقد اعتبرت الفنون البدائية جزء من الميراث الإنساني إذ کانت تتسم بنظام قوى يخضع لمعايير اتسمت بالصبغة المقدسة وکان لکل مجتمع من المجتمعات البدائية فنونة المميزة له وبالتالي هويته الخاصة به. فلقد کانت الکهوف تشکل الجو النفسي الملائم للعبادة والممارسات السحرية، والتي وضحت من خلال الرسوم والنقوش الصخرية التي خلفها الإنسان الأول سواء في الکهوف أو بالنقوش الصخرية. وکان الدارسون لهذا الفن القديم قد اعتبروا لأول وهلة فن الکهوف عبارة عن رسم زخرفي غير معبر عن معان ترکيبية إيحائية أو تعبيرية. لکن بعدما توالت الاکتشافات لهذه الأعمال الفنية بالکهوف والصخور اختلفت النظرة الفنية لهذا الفن القديم. ولقد أصبحت دراسة فن الکهوف علمًا موجودًا ومثارًا، حيث توالت الاکتشافات لهذا الفن في مواقع عديدة، ولست بصدد الحديث عن فن الکهوف تفصيلاً، وإنما أحاول إلقاء الضوء على أهمية الکهف ودوره الديني والدنيوي في حياة أناس ما قبل التاريخ. وقد قصدت هنا الحديث عن الکهوف وأهميتها باعتبارها مرحلة أولى في حياة الإنسان الذى جعل من الکهف حياة بکل ما تعنيه الکلمة، فقد عاش فيه حياته ومارس فيه طقوسه وعباداته ثم دفن فيه، وثبت ذلک من خلال عرض نماذج عدد من الکهوف في مصر وشمال أفريقيا والشام والعراق.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
زينب عبد التواب رياض، "الکهف بين الحياة والموت في عصور ما قبل التاريخ".- دَّورِيةُ کَان الْتَّارِيْخية (علمية عالمية مُحَکَّمَة).- العدد الثلاثون؛ ديسمبر 2015. ص 9 – 18.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية