الإنتاج الزراعي في المغرب الأوسط من خلال کتاب المعيار للونشريسي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ تاريخ المغرب والمشرق الإسلامي الوسيط - کلية العلوم الإنسانية والاجتماعية - جامعة محمد بوضياف - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

کان سکان المغرب الأوسط في فترة العصر الوسيط يعتمدون اعتمادًا کبيرًا على الفلاحة، التي ارتبطت بالأرض والماء والتقنيات والمجهود البشري، وتختلف التقنيات المتبعة من منطقة إلى أخرى، وربما داخل المنطقة الواحدة، لأن المهارات أيضًا تختلف کما هو الشأن أيضًا في طبيعة الأرض وعطائها ودرجة غنى تربتها وقابلية مناخها لهذا النوع الزراعي أو ذاک. وقد دخل الفقه الإسلامي بکل ثقله من أجل حل المشکلات الزراعية والاروائية التي تکاد لا تنتهي في بلاد المغرب الإسلامي، وعمل هذا الفقه على تناول کل المسائل الطارئـة والمتعلقـة بالأرض والحرث والعمال ورب الأرض، ومن بينها الإنتاج الزراعي في المغرب الأوسط، وقد حمل کتاب «المعيـار» الکثير من هذه المسائل، ومن ثَمَّ فإن المعلومات التي تنقلها النوازل والإجابات التي قدمها الفقهاء في هذا الکتاب تسمح بالتعرف على الکثير من مظاهر النشاط الفلاحي. ومما لا شک فيه؛ أن وضعية الأرض، وطبيعة التنظيمات الفقهية التي تؤطرها، له تأثير على النشاطات الفلاحية، کما أن طريقة توزيع الملکية للعقار الفلاحي له کذلک انعکاس لا محال على توزيع إنتاج هذا النشاط والثروة العائدة من خلاله. لقد اتسمت الفلاحة في المغرب الأوسط خلال العصر الوسيط، بنوع من الازدهار، وهذا ما يشير إليـه معظم الجغرافيين من خلال وصفهم للحالـة الزراعيـة في المنطقـة، ومما عزز هذه الحقيقـة هو حصول نوع من الاکتفاء الذاتي في المنتجات الزراعيـة، بل کان يوجه الفائض في غالب الأحيان إلى التصدير نحو کل من الأندلس وبلاد السودان وغيرها من المناطق، إلا أن هذه الحالة لم تحض بالاستمرارية في المرحلة محل الدراسة نظراً لحدوث حالات کان الإنتاج الفلاحي يعرف فيها تقلصًا لأسباب بشرية وطبيعية مختلفة، إضافة إلى الأزمات السياسية، ومع ذلک ظل النشاط الفلاحي محل اهتمام سکان المغرب الأوسط.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد الغني حروز، "الإنتاج الزراعي في المغرب الأوسط من خلال کتاب المعيار للونشريسي".- دورية کان التاريخية.- العدد التاسع والعشرون؛ سبتمبر 2015. ص 126 – 131.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية