توجد العديد من الدراسات الحديثة عن الدولة الفاطمية إلا أن موضوع النفقات وبخاصةً العسکرية منها لم تدرس بصورة متخصصة، لذلک تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الأضواء على النفقات العسکرية خلال العصر الفاطمي، وبخاصةً نفقات إعداد الجيش والأسطول، ونفقات الحملات العسکرية سواء في مصر أو بلاد الشام، ونفقات الدفاع عن الخلافة الفاطمية في مصر وبلاد الشام ضد الأخطار التي تعرضت لها کالخطر الإفرنجي أو الرومي أو العباسي من خلال المصادر التاريخية ولم أتوسع بالحديث عن النشاط العسکري الفاطمي في بلاد الشام حتى لا يحدث تقاطع مع دراسات أخرى للباحث. يستخلص من البحث أن الدولة الفاطمية رکزت منذ نشأتها على إعداد جيش قوي وعملاق، وبخاصةً أنها نشأت بقوة السلاح، لذلک أنفقت أموال ضخمة على إنشاء الجيش وتسليحه بکافة الأسلحة الدفاعية والهجومية المعروفة خلال العصور الوسطى، وبلغ تعداد الجيش الفاطمي حوالي ثلاثمائة ألف مقاتل. کما أن الدولة أنفقت أموال ضخمة على مد نفوذها إلى مصر وبلاد الشام والحجاز واليمن، فنفقات فتح مصر وحدها، وبناء مدينة القاهرة بلغت أربعة وعشرين ألف ألف دينار ذهب. وأنفقت الدولة کثير من الأموال على الحملات العسکرية التي أعدتها على قمع الاضطرابات والثورات الداخلية في مصر وبلاد الشام، فمثلاً قمع ثورة أبو رکوة في مصر بلغت حوالي ألف ألف دينار ذهب، والشدة العظمى کلفت الدولة حوالي ثلاثين ألف ألف دينار ذهب، ونفقات قمع حرکة أبو الفتوح في الشام بلغت خمسة وعشرين قنطار من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية. أضف إلى ذلک؛ أن الغزو الإفرنجي والروماني استنزف کثير من موارد الدولة، لکثرة الحملات التي أرسلتها للتصدي للغزاة، فنفقات التصدي للغزو الإفرنجي على مصر لسنة (565هـ/ 1169م) بلغت حوالي ألف ألف دينار ذهب. کما استنزف الصراع الفاطمي العباسي کثير من موارد الدولة، فنفقات دعم ثورة البسا سيري وحدها بلغت حوالي ألفا ألف وثلاثمائة ألف دينار.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة: عيسى محمود العزام، "أضواء على نفقات الخلافة الفاطمية العسکرية (358- 567هـ/ 968 – 1072م)".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد التاسع والعشرون؛ سبتمبر 2015. ص 25 – 37.
)
مشاهدة على SCiNiTO