سلاطين بني مرين في مدينة تلمسان: تشييد العمائر واستقطاب العلماء.. أية علاقة؟

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

محافظ التراث الثقافي - المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ - تلمسان - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

لقد احتلت مدينة تلمسان مرکزًا متميزًا في المغرب الأوسط منذ العهد الموحدي وکانت ممثلة لبقية مدنه إلى حد کبير، وبتحولها إلى حاضرة ملک بني عبد الواد فإنها لم تکن بمعزل عن منافسة جارتيها الحفصية والمرينية لاستقطاب ما أمکنها من العلماء، فحرص سلاطين الدول المغربية على أن تضم بلاطاتهم أکبر عدد من العلماء والفقهاء والشعراء، وبذلوا لذلک جهودًا عظيمة وأظهروا بالغ الاهتمام لدرجة خلق جو من المنافسة من أجل استقطاب أولئک العلماء. فتوطيد أرکان الدولة يعتمد على رکيزة دينية وفکرية وعلمية يمثلها الفقهاء والطلبة وأهل العلم بصفة عامة، وبالتالي فإن منشآت عمرانية بتلک الضخامة والأبّهة کالتي خلّدها بنو مرين في تلمسان تدخل في هذا الإطار؛ وبالتالي يجب التأکيد على أن استيلاء بني مرين على تلمسان خاصةً أيام السلطانين أبي الحسن وأبي عنان لم يکن ليوقف رکب التقدم الفکري، فقد استمر النشاط الديني والتعليمي حافلاً مثلما کان في عهد بني عبد الواد، ويظهر من خلال المصادر أن الأطر العلمية من أساتذة ومدرسين وعلماء کانت متبادلة بين المؤسسات التعليمية والدينية، وتؤکد أيضًا ظاهرة تنقل العلماء بين مختلف الحواضر المغربية بما فيها حواضر المغربين الأوسط والأقصى، للمشارکة في المحاضرات والمناقشات العلمية أو استکمال الدراسة بالمعاهد المغربية، فضلاً عن احتضان المجالس العلمية لسلاطين بني مرين لعدد من أولئک العلماء التلمسانيين الذين کان لهم الدور الفعال في مجالات مختلفة لاسيما بعد أن أوکلت إليهم وظائف في البلاط أو مهام خارج حدود الدولة مع کل ما تتطلبه من الکفاءة والثقة تشهد على مکانتهم الأقوال المتواترة في مختلف المصادر من قبل التلاميذ والشيوخ وحتى السلاطين أنفسهم.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
مريم سکاکو، "سلاطين بني مرين في مدينة تلمسان: تشييد العمائر واستقطاب العلماء.. أية علاقة؟".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 100 – 107.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية