قراءة في تاريخ مدينة هُنَيْن

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد - قسم التاريخ وعلم الآثار - جامعة أبي بکر بلقايد - تلمسان - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

يهدف هذا المقال إلى إلقاء الضوء ساطعًا على واحدة من المدن الإسلامية التي سجلت بصمتها في التاريخ عبر ما اکتسبته من ابداعات فنية تنم عن الذوق الرفيع تمثلت نلک الإبداعات في شواهد أثرية مختلفة الطابع فمنها ما هو ديني ومنها ما هو مدني وعسکري، طُمس جزء منها نتيجةً لعمليات التحديث المنجزة في المجال والصناعي، استمدت هذه المدينة مقومات تنظيم نسيجها العمراني وعلاقاتها الاجتماعية ومعاملاتها التجارية من العقيدة الإسلامية، کل ذلک جاء انعکاسًا وتعبيرًا مباشرًا عن القيم والمبادئ التي تنفرد بها الحضارة العربية الإسلامية عن باقي الحضارات الإنسانية الأخرى. اسم هذه المدينة التي تحلت بطابع إسلامي عتيق -مدينة هُنَيْن- يطل جزءٌ منها على البحر الأبيض المتوسط في حين يمتد جزئها الآخرجنوبًا إلى الجبل المحاذي لها، ذاع صيتها في المجال التجاري خاصةً في الفترة الزيانية إلى الحد الذي أصبحت فيه الرئة الاقتصادية لهذه الدولة مع بلدان الضفة المقابلة مثل الميريا والبندقية، وذلک حسب ما يرويه لنا محمد حسن الوزان المعروف بـ: ليون الإفريقي، کما تحدث عنها محمد ابن مرزوق التلمساني في مؤلفه المسند الصحيح الحسن في مآثر ومحاسن مولانا أبي الحسن أنه وبأمر من السلطان المريني قام بشراء قطعة أرضية من أهالي مدينة هُنَيْن ليبني لهم فيها مسجدًا، هذا الاهتمام يعکس ما کان للمدينة من أهمية اکتسبتها من امتزج موقعها الاستراتيجي مع تاريخها لينتجا شکلاً من أشکال عبقرية المکان والزمان، وذاکرةً حافظةً للقيم الإسلامية، ومقوّمًا من المقوّمات الحضارية التي تنفرّد بها بين الثقافات والحضارات الإنسانية.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد بن زغادي، "قراءة في تاريخ مدينة هُنَيْن".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 82 - 87.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية