المنستير: رائدة الرباطات في العصر الوسيط

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذة باحثة في تاريخ وحضارة الإسلام - وجدة- المملکة المغربية.

المستخلص

احتلّت مدينة المنستير التونسية مرکزًا مرموقًا في إشعاع الحضارة الإسلامية، فکانت أعظم معقل للدفاع عن السواحل التونسية، وأداء فريضة الجهاد ضدّ الغزاة البيزنطيين، ومهوى أفئدة العلماء والفقهاء والزهّاد الذين قصدوها من کلّ حدب وصوب، هذا إلى جانب الأدوار العمرانية والحضارية التي اضطلعت بها، والتي جاءت في سياق يرتبط بخصوصياتها المقدسة التي لازمتها في العصر الوسيط، والتي جعلت منها مرکزًا روحيًا مُشعًا وقلعة من قلاع السُنّة المالکية. کان الرباط في أرض إفريقية مؤسسة من مؤسسات الحرب بغرض الدفاع عن دار الإسلام، وکذا من القنوات التي انتشرت بها العلوم والمعارف، فاستُخدم کمکان للتدريس، وذلک لتمکين عقيدة أهل السنّة والجماعة في نفوس المرابطين. ولقد ارتبطت مدينة المنستير بنشاط المرابطة الذي عرف ازدهارًا منقطع النظير في العصر الأغلبي، حيث أضحت تضم ما لا يقل عن خمس أربطة متجاورة هي: (القصر الکبير، وقصر سيدي ذويب، وقصر السيدة، وقصر ابن الجعد، وقصر سقانص)، فغدت بذلک مجمع أربطة على غاية من القداسة لأهل إفريقية، ومرکز إشعاع حضاري يؤمها المرابطون من مختلف الأصقاع يدرسون العلم احتسابا للّه تعالى وللجهاد في سبيله. لذا سنحاول من خلال هذه الدراسة أن نسلّط الضوء على مصطلح المنستير، وأهم التطورات التاريخية التي عرفتها هذه المدينة، وکذا أهم الخصائص المعمارية للرباطات التي اشتهرت بها عبر التاريخ.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
إکرام شقرون، "المنستير: رائدة الرباطات في العصر الوسيط".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص34 - 42 .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية