مدينة فاس التاريخية: رؤية جديدة في تاريخ التأسيس ودلالات التسمية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث دکتوراه - کلية الآداب - ظهر المهراز - مختبر البيبليوغرافيا التاريخية والتوثيق للتراث المغاربي - المملکة المغربية.

المستخلص

استطاعت قضية تأسيس مدينة فاس أن تحظى باهتمام عدد کبير من الباحثين، الذين عجزوا عن الحسم في هذه الإشکالية التاريخية بالاعتماد على النصوص المصدرية لوحدها، ويناقش هذا المقال هذه القضية انطلاقًا من مقاربة طبونيمي تاريخية، أي انطلاقًا من دراسة الأعلام المکانية الفاسية، ويؤکد نسبة التأسيس لإدريس بن إدريس، خاصةً أمام التطابق بين ما ورد في بعض الروايات المصدرية من جهة، والأعلام المکانية، التي ما زالت موجودة لحد الآن. وفي نقطة ثانية يناقش المقال قضية التسمية، ليطرح الفرضيات التي وصل إليها الباحثون حول الأصل اللغوي لکلمة "فاس"، بين من ذکر الأصل العربي، والأمازيغي، واللاتني، لنصل في النهاية إلى خلاصة تعيد ترتيب الأحداث التي عرفتها المنطقة قبل وبعد بناء المدينة، والمتمثلة في وجود تجمع سکاني خضع للنفوذ الروماني واستفاد من حقوق المواطنة –إذا رجحنا انتماء کلمة فاس للمعجم اللغوي اللاتني- فسميت المنطقة بـ"Fãs"، وجاء فيما بعد إدريس بن إدريس، وأرسل عمير بن مصعب لاختيار موضع لبناء المدينة، فمر من منطقة "عين عمير" الحالية، وترک بصمة تدل على مروره، واختار موضعًا للمدينة التي يحتمل أنها کانت تضم منشآت عمرانية، ولم تکن فارغة تمامًا، خاصة ًأن قبيلتي زواغة وبني يزغتن فاوضتا إدريس في بيع أراضيهما -إن صدقت الرواية- وهذا دليل على وجود تجمع سکاني قبل البناء، بل أکثر من ذلک لا زالت الطبونيمية حالية تشهد على تواجد عناصر بالمکان قبل بناء المدينة، ومنها عناصر مجوسية، حيث ضمت الشيبوبة بيت نارهم، وقام هذا الأمير ببناء مدينة جديدة، فانطلق من الضفة اليمنى للوادي، إلا أنه وجد مشکلة قلة المياه وصعوبة انتقال مياه النهر إلى هذا المکان، فاحتفظ به ونقل مرکز قراراته إلى الضفة اليسرى.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
طارق يشي، "مدينة فاس التاريخية: رؤية جديدة في تاريخ التأسيس ودلالات التسمية".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 25 – 33.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية