استخدام منهج المحدثين في حرکة التدوين التاريخي: محمد بن جرير الطبري في کتابه تاريخ الأمم والملوک أنموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد تاريخ إسلامي وحضارة إسلامية - کلية عجلون الجامعية - جامعة البلقاء - المملکة الأردنية الهاشمية.

المستخلص

يُعَدّ محمد بن جرير الطبري (ت.310هـ/922م) أحد الرواد الذين جسدوا في کتاباتهم منهج المحدثين في حرکة التدوين التاريخي، وظهر هذا جليًا في کتابه المعروف بـ "تاريخ الرسل والملوک"، ويبدو أن ثقافته الدينية المتصلة بانکبابه على العلوم الشرعية أثّرت في إتباعه مسلک المحدثين فقد جمع الروايات التاريخية وصاغها بمنهج المحدثين الذي اعتمد فيه على "الإسناد" مما أضفى على کتابه مکانة علمية رفيعة حتى وصف بأنه أصح التواريخ، وأراد الطبري الارتقاء بصحة الرواية التاريخية إلى مرتبة الخبر الشرعي بأن يمزج بين التواريخ والأسانيد، فظهر حرصه على السند في معظم رواياته فکان سند کل رواية موصول إلى صاحبه وخاصة الروايات التي تتعلق بالأمور الشرعية، واستخدم في ذلک صيغ التحمل والأداء، حتى أصبح کتابه مرجعا أصيلا لدى المؤرخين. واجه منهج الطبري الذي اعتمد فيه على مناهج المحدثين العديد من المآخذ والانتقادات أبرزها أنه لم يجتهد بتخريج الروايات التاريخية على طريقة المحدثين بميزان الجرح والتعديل، کما أنه اهتم بالسند دون المتون، وکان يذکر الأخبار على علاّتها، وکان يلجأ إلى الإسناد الجمعي الذي يجمع بين الروايات العديدة في خبر متسلسل، وکان لا يتحرج أن يروي عن الضعفاء أو المتروکين، وجاءت بعض رواياته مرسلة، وهو بذلک لم يلتزم بجميع قواعد المحدثين فالحديث يبقى مصدرًا من مصادر التشريع تستنبط منه الأحکام الشرعية والتاريخ مصدرا للأخبار والحوادث.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
فاطمة يحيى زکريا الربيدي، "استخدام منهج المحدثين في حرکة التّدوين التَّاريخيّ: محمد بن جرير الطّبريّ في کتابه تاريخ الأمم والملوک أنموذجًا".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 30 – 36.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية