الطوبونيميا والبحث التاريخي: محاولة في تجديد آليات البحث

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ والحضارة - الکلية متعددة التخصصات - تازة - المملکة المغربية.

المستخلص

إن دواعي البحث في العلاقة بين الطوبونيميا والتاريخ ومنه البحث التاريخي، هي على الإجمال محاولة تريد أن تعرض لأهمية أداة تبحث في قيمة أسماء الأماکن وعلاقتها بالبحث التاريخي، عبر الإجابة عن أسئلة لها قيمتها في البحث، أسئلة تساعد على إبداء ملاحظات عن تاريخ المجال اعتمادًا على اسمه أولاً، فهل يمکن اعتبار الطوبونيميا آلية من آليات البحث التاريخي، بمقدورها أن تسهم في تجديده؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يکون عبارة عن محاولة يائسة؟ إن محاولة الإلمام بطبيعة العلاقة القائمة بين البحث التاريخي والطوبونيميا، هي محاولة تبحث في الصلة القائمة والجسور الممتدة بين الطوبونيميا والبحث في التاريخ، انطلاقًا من البحث في الکيفية التي يمکن للبحث التاريخي، وهو يعتمد الأداة الطوبونيميا، أن يؤسس بها وعليها تلک العلاقة، وأن يکشف عن بعض الجوانب من ذاکرة المکان انطلاقا من اسمه، إنها خطوة نحو إعادة بناء ذاکرة المکان بإضاءة مکتسحة رامية للتعريف بأسماء الأماکن، خطوة لن تتحقق إلا بالاستناد على منهج علمي صارم يقوم على الدقة في توثيق المعلومة والرواية، والحفر في عمق النص المصدري عبر خطوات علمية واضحة، والتحليل المرکز الساعي إلى البناء النظري عبر نماذج تمثل مظهرا من مظاهر الوعي بالمکان وذاکرته. لقد تأکد من خلال بعض الأبحاث المنجزة في الطوبونيميا، أن هذه الآلية لها حضور وصلة بل ونتائج مشترکة مع أغلب الحقول المعرفية التي منها التاريخ، ذلک بأن البحث في التاريخ أثناء استرشاده بنتائج التحري الطوبونيمي، يکون قد أعلن عن عدم استثنائية العلاقة بين الطوبونيميا والبحث التاريخي من جهة، کما يکون قد جدد المناقشة في بعض المسلمات التي يلزم أن يکون فيها النقاش مستمرًا، إذ ليس ثمة موضوعية کاملة في کتابة التاريخ، نظرًا لکون البحث التاريخي الجيد لابد أن يحمل ذاتية کاتبه، لذلک کان البحث التاريخي بحث في الفاعلية المنتجة للمعرفة القابلة للتداول.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمد البرکة، الطوبونيميا والبحث التاريخي: محاولة في تجديد آليات البحث.- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الرابع والعشرون؛ يونيو 2014. ص 121 – 125.

الموضوعات الرئيسية