الحرف والمهن المرافقة لمسالک القوافل في المغرب الأوسط: مراکز المسالک الصحراوية أنموذجًا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ تاريخ وحضارة المغرب الأوسط - کلية الأدب العربي واللغات والعلوم الاجتماعية - جامعة بشار - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

إن تموضع قرى واحات الصحراء، على المسالک التجارية، بين سواحل المغرب الأوسط والسودان الغربي، جعل منها مرکز عبور وتموين بالسلع، ومجالاً يسهر على خدمة الرکبان والدواب. هذه المکانة الجغرافية، للواحات والقرى الصحراوية في المغرب الأوسط، أعطتها مضمونًا اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث نشطت بها الحرف اليدوية، وبعض الخدمات المرتبطة بحرکة القوافل، المترددة بين السواحل والدواخل. فالمکاسب کانت متبادلة بين ساکنة تلک المواضع والقوافل التجارية. تبعًا لذلک شهدت المسالک الصحراوية في المغرب الأوسط، نشأة وتطور عدد من القرى والمدن، ارتبطت وظيفتها الاقتصادية والمالية بما توفره للقوافل من خدمات وسلع. إن اختيار هذا الموضوع وبهذا الطرح، دفعني له الحديث المتواتر عن القوافل التجارية ومسالکها سيما الصحراوية، سواء في کتب الجغرافيين والرحالة والباحثين، وهو في الغالب توصيف للرکب ومساراته ومزاراته وأسواقه، والقارئ لها يجد صعوبة، في استيعاب مقدرة القافلة التي تنطلق مثلاً من تلمسان، حتى تصل إلى تمبکتو عبر الفيافي والقفار، أو من قرى واد جير، حتى تصل إلى فزان وأکدز وغيرها، ومرد هذا الاستغراب في تقديري، يعود إلى جهل القارئ بتکوين القافلة من جهة، وما توفره المحطات والمراکز من دعم لوجيستي، لها من جهة ثانية، والتي بدونها يفتقد التواصل بين سواحل ودواخل المغرب الأوسط. وعليه الإشکالية المراد معالجتها في هذه المداخلة تتمثل في مدى مساهمة الأنشطة الحرفية والمهنية في تطور مراکز المسالک الصحراوية؟ وهل من علاقة تجعل الحرف والمهن الممارسة بقرى الصحراء مرتبطة بالقوافل التجارية والحجية؟ وسأعالج الإشکالية المطروحة من ثلاث عناصر رئيسة: بدءً بالمقاطع الصحراوية لمسالک ومفاوز المغرب الأوسط، ثم النشاطات الممارسة في المراکز الصحراوية، وأخيرًا علاقة الحرف والمهن بتطور المراکز الصحراوية في المغرب الأوسط.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد الرحمن بلاغ، الحرف والمهن المرافقة لمسالک القوافل في المغرب الأوسط: مراکز المسالک الصحراوية أنموذجًا.- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الرابع والعشرون؛ يونيو 2014. ص 108 – 113.

الموضوعات الرئيسية