الاقتباس مفهومًا نهضويًّا: مقاربة تحليلية للفکر الإصلاحي في القرن التاسع عشر

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مشارک الفکر العربي الحديث والمعاصر - کلية الآداب والعلوم الإنسانية - الجامعة التونسية - الجمهورية التونسية.

المستخلص

يُعتَبَر القرن التاسعَ عشر في تاريخ العرب والمسلمين مُتَحَوّلاً أساسيّا، ففيه نشأ وعيٌ بأنّ "دار الإسلام" لم تعد مرکز العالَم وأنّ "دار الحرب" لم تعد شرّا ينبغي اجتنابه، وفي السياق التاريخيّ يتنزّل بحثنا، إنّه يهدف إلى مراقبة کيفيّة ممارسة العقل الإسلاميّ للأدوار التي نهض بها. ولإنجاز ذلک، رکّزنا عليه وهو يجيب عن أسئلة التمدّن ويبحث عن شرائط تحقّقه. ورسمنا مقصديْن قدّرنا أنّهما معا يوفّران أرضيّة علميّة ضروريّة: أحدهما منهجيّ والآخَر معرفيّ. أمّا المنهجيّ فمداره على هذا السؤال: کيف باشر الفکر الإصلاحيّ في هذه اللحظة التاريخيّة قضايا النهضة. وأمّا المعرفيّ فمداره على هذا السؤال: ما هي الأسباب العميقة التي منعتْ هذا الفکر من الذهاب بعيدا نحو صياغة مشروع في التمدّن. ونعتقد بأنّنا استطعنا من خلال قراءة تحليليّة تفکيکيّة أوّلاً ونقديّة تأليفيّة ثانيًا أن نمسک ببنية خطاب النهضة وأنْ نقف عند حدود فلسفته من حيث مقدّماتها وأدوات عملها وأهدافها. وانتهى بنا البحث إلى جملة من الخلاصات الکبرى أهمّها: إنّ أطروحة الاقتباس لئن کشفتْ عن قدرة على الاجتهاد وعن شجاعةِ الخروج من سياج الأنا التاريخيّ الدوغمائيّ السميک، فإنّها کشفتْ أيضًا عن أمر نقيض وهو أنّ اعتبار الحضارات بُنًى تشتغل داخل أنساقها الخاصّة والحميمة يمنع إمکانيّة تحويل الاقتباس مشروعًا حقيقيًّا للتمدّن. وبذلک رأينا أنّ الاقتباس في ضوء الفهم الذي تبنّيْناه للحضارة تشکّلاً ومسارًا ومصيرًا ما هو إلاّ مغامرة عقليّة في الاتّجاه الخطأ.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
علي الصالح مُولى، الاقتباس مفهومًا نهضويًّا: مقاربة تحليلية للفکر الإصلاحي في القرن التاسع عشر.- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الرابع والعشرون؛ يونيو 2014. ص 86 – 96.

الموضوعات الرئيسية