تأثير العوامل الثقافية في الکتابة التاريخية الجزائرية (1962 – 1996)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث دکتوراه في التاريخ المعاصر - جامعة الجزائر (2) - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

لمّا کان التاريخ علمًا يتوخّى معرفة الماضي، وتحليلها، لاستنباط قوانين وقواعد تنير إمکانات السلوک البشري الحاضر والقادم، وأن المجتمعات لا تحيا فقط في الحاضر بل تهتم أيضًا بالماضي لتحديد منطلقاتها وضبط مساراتها المستقبلية في ضوء ذلک؛ ونظرًا لاطّراد الاختراقات الحداثية العميقة للساحة الثقافية الجزائرية وما ترتب عنها من انقسامات -على أساس اللغة خاصةً باعتبارها وعاء المفاهيم ومحدِّد التصورات الفلسفية والعلمية- في ظل بطء استجابة الفکر الإسلامي لتحديات ومتطلبات الحياة العصرية المتجددة بأصالة وفعالية کما تؤکده هذه المديونية الحضارية؛ فقد تباينت تصورات الجزائريين لتاريخهم، ومنه غدا منهج ومضمون الکتابة التاريخية محل اختلاف ملموس بين المؤرخين الجزائريين. وقد رکزت الدراسة على تأثير عاملين ثقافيين في أعمال هؤلاء المؤرخين؛ أولاً: تأثير الفضاء الثقافي واللغوي، الذي يستمد منه المؤرخ تصوره للعالم، فاختلفت منطلقات وآفاق المؤرخين الجزائريين وهم يتناولون قضايا تاريخ بلادهم (وغيرها) على أساسه؛ فرجّح بعضهم الرموز العربية الإسلامية حرصًا على الوحدة والأصالة الثقافية، بينما مال آخرون إلى القضايا المعاصرة والجدلية، تحرّيًا لإضعاف جاذبية النماذج التقليدية وتأکيد نجاعة البدائل العصرية والعلمانية في تجاوز الانسداد وتحقيق التقدم. وثانيًا: الإيديولوجيا، فکثيرًا ما شکلت عائقًا إبستيمولوجيًّا منع کثيرًا من المؤرخين من تحقيق قراءة موضوعية لمشکلات واحتياجات الجزائر وحقائق تاريخها. فبينما يمجّد العروبيون والأصاليون -مثلاً- حرکة الإصلاح العُلَمائية، ويعيدون مشاکل الجزائر إلى السياسة الثقافية الاستعمارية السابقة وهيمنة الفرنسية بعد الاستقلال، دون التفات إلى العوامل الذاتية التي أطلق عليها مالک بن نبي "القابلية للاستعمار"؛ يثمّن اليساريون والعلمانيون ودعاة الأمازيغية دور الحرکات السياسية والثورية، ويعتقدون أن تمکُّن الفرْنسة هو وسيلة التنوير ومناط خلاص المجتمع والدولة.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
بشير بلاح، تأثير العوامل الثقافية في الکتابة التاريخية الجزائرية (1962 – 1996).- دورية کان التاريخية.- العدد الثالث والعشرون؛ مارس 2014. ص 110 – 117.

الموضوعات الرئيسية