الأنشطة التجارية والمرفئية في الجزائر القديمة خلال العهد الروماني

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ مساعد التاريخ القديم - کلية العلوم الاجتماعية والإنسانية - جامعة معسکر - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

تُعدّ الجزائر القديمة بمقاطعاتها الرومانية الثلاث من أهم الأقطاب الاقتصادية في حوض البحر الأبيض المتوسط ابتداءً من القرن الثالث الميلادي، إذ ساهم توسطها للمقاطعات الغربية للإمبراطورية وکذا إمکاناتها الزراعية والغابية والمنجمية وشبکة محکمة من الطرق القوية، إلى جانب وفرة الأسواق الداخلية الحضرية والريفية وعدد مهم من الموانئ الرئيسية في تنشيط الحرکة التجارية والداخلية تحولها لقطب مصدر لمعظم السلع والبضائع التجارية المتداولة آنذاک، مستعيدة بذلک مکانتها الريادية التي تبوأتها منذ العهد القرطاجي. لقد ازدهرت الأنشطة الاقتصادية بهذه البلاد منذ أيام القرطاجيين الذين کانت التجارة أول اهتماماتهم ومحور نشاطهم، وشکلت العلاقات التجارية المتينة التي ربطوها مع سکان البلاد حافزًا کبيرًا للاستقرار بسواحلها، نظرًا لأنها فتحت أعينهم على الإمکانيات التجارية والملاحية الهائلة غير المستغلة والسوق الواعدة التي تتوفر عليها والتي يمکنها أن تنمي تجارتهم. لکن إسهام القسم من بلاد المغرب القديم المطابق لبلادنا لم يتضح کثيرًا خلال هذا العهد لغموض المصادر وعموميتها، وکل ما نحتکم عليه بضعة إشارات مشتتة هنا وهناک بين طيات النصوص حول دور ميناء عنابة وأهميته عند القرطاجيين لا تشفي غليل الباحث في توضيح هذا الجانب. وتبدأ الصورة في الوضوح تدريجيًا مع الممالک النوميدية التي أقامت علاقات تجارية وطيدة مع شعوب البحر الأبيض المتوسط من رومان وإغريق وشرقيين بفضل ازدهارها الاقتصادي الذي وفر لها موادًا غزيرة للتبادل التجاري جعلها تغزو الأسواق المتوسطية بمحاصيلها الزراعية خاصةً التي کانت أهم السلع المتداولة.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
لخضر فاضل، الأنشطة التجارية والمرفئية في الجزائر القديمة خلال العهد الروماني.- دورية کان التاريخية.- العدد الثالث والعشرون؛ مارس 2014. ص 36 – 50.

الموضوعات الرئيسية