الثورة الجزائرية في مرحلة المخاض (1953 - 1954): ظروف تأسيس جبهة التحرير الوطني (FLN) والحرکة الوطنية الجزائرية (MNA) (نوفمبر - ديسمبر 1954)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذة محاضرة - قسم التاريخ - جامعة أبي بکر بلقايد تلمسان - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

تعتبر أزمة حزب الشعب –حرکة انتصار الحريات الديمقراطية – أزمة بين جيلين مختلفين: جيل تشبع بالمبادئ من خلال نشاطه السياسي باسم الحرکة الوطنية الجزائرية التي استمدت جذورها من رصيدها النضالي الذي بدأ منذ مطلع القرن العشرين، وجيل ثاني من النشطاء الشباب يريدون خوض العمل المباشر للکفاح المسلح وتجاوز الخلافات وأزمة الحزب. وقد تميزت حرکة انتصار الحريات الديمقراطية، باستقطابها لشباب متحمس، على استعداد تام للجوء إلى العمل المسلح لنيل الاستقلال. وقد تبلور الـوعي السياسي وأصبح أکثر نضجًا عقب مجازر ماي (مايو) 1945 الدموية التي کانت حسب محمد بوضياف "قد قدمت الدليل القاطع بأن هزيمة الاستعمار الفرنسي لا يمکن أن تحدث إلا من خلال الوسائل الثورية" وهي بالنسبة لمناضلي جيله تعد نقطة تحول في تشکّل وعيهم وإحداث قطيعة مع أساليب الماضي. وتکمن الأسباب المباشرة التي أدت إلى تأسيس جبهة التحرير، في الصراع العنيف الذي شهدته حرکة انتصار، بين مصالي الحاج الذي طالب بحصوله على سلطات مطلقة مدى الحياة من جهة، واللجنة المرکزية للحزب التي اعتبرت مطلبه غير ديمقراطي ورفضته من جهة ثانية. فقام مصالي الحاج بعقد مؤتمر في بلجيکا في صيف 1954، لم يدع فيه إلا أنصاره، وقرر عن طريقه فصل أعضاء اللجنة المرکزية الذين عارضوه، ورّد هؤلاء بدورهم بنفس الفعل، وعقدوا مؤتمرًا وطنيًا في الجزائر، قرّروا على إثره فصل مصالي من قيادة الحزب وأکدوا على أنهم يمثلون السلطة السياسية الوحيدة في الحرکة. وأدى هذا الانشقاق إلى ظهور تيار ثالث تجاوز أطروحة المصاليين والمرکزيين على حد السواء وحصر اهتمامه في ضرورة المبادرة بقيام عمل ثوري عسکري وفوري، حتى يتم استغلال الظروف المناسبة التي أتاحتها فرصة تاريخية ثمينة، وضم هذا التيار شبابًا اکتسب تجربة من العمل السري داخل المنظمة الخاصة. وسارع بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل، التي تحولت إلى لجنة 22 ثم لجنة 5، فلجنة 6 وأخيرًا لجنة 9، ومن ثَمَّ تأسست جبهة التحرير الوطني. وبذلک ساهمت الأزمات المتعاقبة في تعجيل انطلاقة الثورة المسلحة في أول نوفمبر 1954. وفي خضم هذه الظروف لم يکن ميلاد جبهة التحرير الوطني في حقيقة الأمر سوى حلاً استراتيجيًا لإنقاذ الحرکة الوطنية الجزائرية من المأزق الذي وقعت فيه على حد قول المناضل محمد بوضياف.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
سعاد يمينة شبوط، الثورة الجزائرية في مرحلة المخاض (1953 - 1954): ظروف تأسيس جبهة التحرير الوطني (FLN) والحرکة الوطنية الجزائرية (MNA) (نوفمبر - ديسمبر 1954).- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الواحد والعشرون؛ سبتمبر 2013. ص 9 – 26.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية