الوجود الحضاري العربي الإسلامي في غرب إفريقيا

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ التاريخ الإفريقي الحديث والمعاصر - کلية العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية - الجامعة الإفريقية (أدرار) الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

يتناول المقال موضوع الوجود الحضاري العربي الإسلامي في غرب إفريقيا، إذ أن العلاقات الموجودة بين شمال القارة الأفريقية وغربها والتواصل الحضاري بينهما أدى إلى ظهور الدين الإسلامي أوساط قبائل غرب أفريقيا وخاصةً بلاد "الهوسا"، ومع هذا المد الحضاري ارتقت اللغة العربية لغة القرآن وأصبحت لها مکانة هامة رغم تعدد اللهجات الأفريقية منذ القرن الأول الهجري. وقد تزامن المد الإسلامي مع الحرکة التجارية فکان التجار المسلمون أول الدعاة، کما لعب سلاطين من المجتمع الهوسي والونقريين في القرن الرابع عشر الميلادي إلى بداية القرن التاسع عشر الميلادي دورًا هامًا في نشر التعاليم الإسلامية، حيث ظهرت الخلافة الإسلامية (الصکتية) واستمرت حوالي قرن من الزمن (1804 - 1903)، وشملت شمال نيجيريا وجزء من جنوبها وجمهوريتي النيجر والکاميرون الحاليتين، وقد أدى ذلک إلى حماية مسلمي المنطقة من التبشير المسيحي البريطاني الکنسي. وارتقت اللغة العربية حيث أصبحت لغة التأليف عند الأفارقة غرب أفريقيا (السودان الغربي)، وأصبحت الکلمات العربية دخيلة على اللهجات الأفريقية، وهکذا أصبح المجتمع السواحلي مجتمع متأثر بالعادات وبالمبادئ الإسلامية. ونشأ الأدب السواحلي المکتوب بلغة هذه الشعوب، والذي استمد جذوره من الأدب العربي الإسلامي وکان مکتوبًا باللغة العربية، ثم ينشأ على أثره الأدب المعبر عنه باللغات المحلية. ونشأة الأدب الهوسي المکتوب کان نتاجًا للثورة العلمية التي صاحبت حرکة الجهاد في بلاد الهوسا وقيام الخلافة الصکتية، وازدهار الحرکة العلمية في بلاد الهوسا کان من روادها الشيخ "محمد بن عبد الکريم المغيلي التلمساني" في أواخر القرن الخامس عشر، إذ کان لبلاد الهوسا الأثر الکبير في إتباعه، وفي بداية القرن السادس عشر ظهرت مدارس صغيرة للعلماء المحليين ازدهرت وتطورت وأصبحت مراکز علمية جذبت إليها طلاب من أفريقيا، وکان هؤلاء المهاجرون هم الشرارة التي اندلعت منها حرکة الفکر والأدب، وتطورت إلى أن انتهت بالثورة الفکرية التي صاحبت فکرة الجهاد، وکانت مدينة تومبکتو إحدى وأهم مراکز الإشعاع العلمي والحضاري.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية