الثورة الجزائرية في مرحلة التحضير الجاد والانطلاقة الفعلية: التحضيرات المادية لتفجير الثورة التحريرية

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذ محاضر التاريخ المعاصر - قسم التاريخ - جامعة أبي بکر بلقايد - تلمسان - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

يعود الفضل في عملية تفجير الثورة الجزائرية في ليلة الفاتح نوفمبر 1954 إلى جهود ثلّة من الشباب المناضلين "النشطاء" بالخلايا السرية في صفوف التيار الثوري بالحرکة الوطنية الجزائرية وذلک عقب اکتشاف المنظمة الخاصة (L’os) وتفکيک تنظيمها على يد المصالح الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية في شهر مارس 1950، حيث بذل أولئک الشباب جهودًا رائدة خلال الفترة الممتدة ما بين حلّ المنظمة الخاصة وتاريخ اندلاع الثورة التحريرية (1950-1954). وقد تأکد قرارهم الحاسم بجدوى ضرورة الخيار العسکري عقب استفحال الأزمة الداخلية التي عصفت بالحرکة الوطنية (حزب الشعب الجزائري - حرکة انتصار الحريات الديمقراطية)-PPA-MTLD خلال انعقاد المؤتمر الثاني للحرکة في شهر أفريل (أبريل) 1953 في الجزائر العاصمة وتطورت الأزمة إلى قطيعة خصوصًا بعد ظهور مشکلة "الزعامة" وانقسم المؤتمرون ضمنيًا إلى کتلتين متصارعتين. وفي خضم هذه الظروف الصعبة أقدم أولئک الشباب "النشطاء" إلى تجاوز واحتواء تلک الأزمة السياسية بعد عدة محاولات من أجل رأب الصدع الذي أصاب هياکل الحرکة، وإصلاح ذات البين بين رفقاء النضال من جهة، وحشد المناضلين وتعبئتهم حول فکرة المشروع الثوري کخيار نهائي من جهة أخرى، وتجاوز الخلافات حول الزعامة، وکذا التنسيق مع حرکات التحرير في المغرب العربي، إلاّ أن محاولاتهم باءت بالفشل الأمر الذي دفع بهم لأخذ زمام المبادرة لوحدهم، حيث شکلوا عدة لجان ثورية کانت أهمها: لجنة(22) ولجنة(06) ولجنة (09) في صائفة 1954، وقد تولّت لجنة (09) قيادة الثورة باسم (جبهة التحرير الوطني- جيش التحرير الوطني-(FLN-ALN) المکونة من قادة المناطق الخمس بداخل الوطن ووفد الثورة بالخارج المشکل من الأعضاء الأربعة الذين کانوا يمثلون من قبل حرکة انتصار الحريات الديمقراطية (MTLD) في العاصمة المصرية القاهرة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية