نموذج لظاهرة الغش في الحرف والصنائع المخزنية في المغرب خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

باحث في تاريخ المغرب الحديث - الثانوية التأهيلية الإمام الغزالي - جهة دکالة (عبدة) - المملکة المغربية.

المستخلص

على الرغم مما کانت تحظى به الحرف والصنائع المخزنية في المغرب خلال العصر الحديث، من عناية ومراقبة صارمة وإشراف مباشر من طرف الجهاز المخزني ومؤسسة الحسبة، فإنها لم تسلم من آفة الغش التي تسربت إليها بأشکال مختلفة خلال النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي، علما أن هذه الفترة تمتد لتشمل ما يقرب ثلاثة عقود من حکم السلطان مولاي إسماعيل المعروف بشدته وحزمه إزاء القضايا ذات الارتباط بالحرف المخزنية، وتأتي في طليعتها صناعة النقود وضمان رواجها وصفائها. وقد اتخذت ظاهرة الغش في صناعة النقود عدة مظاهر، منها ما عُرف بتقصيص السکة الإسماعيلية أي قرضها وتحريفها، ومنها ما تم تزويرها وإفسادها من خلال خلط النحاس بالدراهم الفضية، إلى غير ذلک من أصناف تزييف السکة وتشويهها. وقد جاءت الآراء متباينة في تفسير هذه الظاهرة، فهناک من أعزى هذا الغش إلى طول الفترة التي راجت فيها النقود بين الناس، خاصة منها السکة الإسماعيلية، فضلاً عن تأثير السياسة المالية للسلطان مولاي إسماعيل، بينما فريق آخر ربط ذلک بغياب الاستقرار، وما صاحب ذلک من فساد وتدهور البنيات الاقتصادية واستفحال آفات خطيرة في المجتمع نعتت في مجملها بأزمة الثلاثين سنة بعد رحيل السلطان المذکور. ونتيجة لشيوع ظاهرة الغش في النقود خلال فترة الدراسة، اضطرب الوضع النقدي بالمغرب حيث عم الرکود الاقتصادي وشلت عملية البيع والشراء، فضلاً عن کثرة المنازعات بين الناس في المعاملات النقدية، ناهيک عن خلق تذمر شامل تجاه الدولة التي عجزت عن احتواء هذه الظاهرة التي لم تنحصر انعکاساتها السلبية على المستوى الداخلي وحسب، وإنما تعدت ذلک للتشويش على علاقات المغرب ببعض الدول، وخاصةً منها تلک التي يمر بها رکب الحاج المغربي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية