الحياة الثقافية في الأندلس خلال القرنين (7 – 9هـ / 13 – 15م)

نوع المستند : الدراسات التاریخیة والأثریة والتراثیة

المؤلف

أستاذة تاريخ المغرب الإسلامي - قسم التاريخ وعلم الآثار - جامعة تلمسان - الجمهورية الجزائرية.

المستخلص

يضرب لنا تاريخ الأندلس صفحات رائعة عن الحضارة الإسلامية، إذ أنها کانت متباينة في سماتها حيث جمعت بين مظاهر الحضارة والفکر والتمرن والتفوق العربي، وبين الفتن والحروب الأهلية التي أدّت إلى سقوط معاقل الأندلس في يد الأندلس يقف عند جوانب عدة من حضارتها عبر أطرها التاريخية والجغرافية. لقد تنوعت الحياة الثقافية في الأندلس خلال القرنين السابع والتاسع الهجريين حيث برزت معالم الفکر الأندلسي وملامحه من خلال کثرة الوافدين نحوها، والراحلين عنها نحو بلاد المشرق حيث ساهمت الرحلة العلمية سواء الداخلية أو الخارجية في اثراء الفکر الأندلسي بحيث ساهم التواصل العلمي بين علماء الأندلس داخل الحواضر والمدن الأندلسية حيث أعطت دفعًا کبيرًا للحرکة الفکرية، وأحدثت ثورة ثقافية حتى أضحى الإنتاج الفکري الأندلسي لا يمکن إحصاءه کتبًا بل مجلدات ومصادر ضخمة بالأعداد الهائلة للعلماء والأدباء والشعراء والقضاة والفقهاء. کما کان تشجيع العلماء منکبًا من العامة والخاصة، حيث ثم تشجيعهم من طرف السلاطين والترحيب من طرف العامة، وانکبّ العلماء على الاقراء رغم انشغالهم بأمورهم الخاصة، ونبغوا في التأليف والتناظر والتوثيق وحتى کتابة برامج شيوخهم. لم يکن الأندلسيين مجرد جسر فکري يتأثر بالمشرق بل برزت النظرة الأندلسية القائمة بذاتها والمنفصلة عن التأثير المشرقي بعد أن انتقلت من المرحلة البدائية وهي عصر التکوين إلى فترة انتقالية أي عصر النضج لتکون هي الأخرى حاضرة من حواضر العالم الإسلامي ذات الوجاهة العلية والقدر الرفيع الذي سيملأ السمع والبصر ويرسل بفلذات العلم وأکابر العلماء والمدرسين ويأتيه الطلاب من أوربا وحتى المشرق. اعتبر النموذج الأندلسي في التدريس من أحسن المناهج حسب ابن خلدون انطلاقًا من المواد. کما اتسمت الأندلس بالبيوتات العلمية والأسر الرائدة، مما ساهمت بشکل کبير في سبيل إخصاب الحرکة الفکرية والأدبية مثل "بنوقطبة الدوسي" و "بنو جزي"، وعائلة ابن الخطيب نفسها. لقد تنوعت المؤلفات الفکرية وغلب عليها الأدب والشعر وعلوم الدين في إيقاظ همم المتخاذلين ومدح المنتصرين ورثاء المدن، لقد شهد التراث الفکري والثقافي الأندلسي ألوان من التصانيف والمجاميع شملت النوازل والرحلات والبرامج ومجامع الأمثال والأحکام والأقوال المأثورة إضافة إلى دواوين الشعر والنصوص النثرية.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية